حتى اللحظة السابقة، لانطلاق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أشارت أحدث استطلاعات الرأي إلى تقدم المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، على منافسها الجمهوري دونالد ترامب، بفارق أربعة نقاط مئوية، وذلك قد يدفع البعض إلى الاعتقاد بأن "الديمقراطية" أقرب في الوصول إلى البيت الأبيض.
وكذلك كان الحال في عام 2016، حين أشارت استطلاعات الرأي وبقوة، إلى أن السباق الرئاسي سيحسم لصالح مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون على حساب منافسها الجمهوري دونالد ترامب، إلا أنه في الأخير حقق فوزًا تاريخيًا مخلافًا لكل التوقعات.
واستنادًا إلى الضوابط التي يقوم عليها النظام الانتخابي للرئاسة الأمريكية، التي تستوجب حصول التسمية من "المجمع الانتخابي"، الذي تحسم أصواته بناءً على الفائز بالولايات، تحت قاعدة "الفائز يأخذ كل شيء"، فهذا يجعل استطلاعات الرأي تبدو إلى حد ما بدون أي قيمة، وذلك نظرًا لأن التصويت الشعبي في الأخير ليس عامل الحسم، بل أصوات "المجمع".
وأكثر ما يؤكد تلك الرؤية هو السيناريو الحاصل في عام 2016، حين نجحت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في كسب التصويت الشعبي، متخطية المرشح الجمهوري دونالد ترامب بقرابة ثلاثة ملايين صوت، لكنه فاز بالأخير بالمكتب البيضاوي، وذلك بناءً على النموذج الإنتخابي القائم، الذي جعله يحظى بتأييد "المجمع الانتخابي"، رغم خسار التصويت الشعبي.
لماذا استطلاعات الرأي قد تبدو بدون أي قيمة؟
ما زلنا في نتائج السباق الرئاسي عام 2016، حين تنبأت استطلاعات الرأي الوطنية بشكل صحيح بفوز هيلاري كلينتون بالتصويت الشعبي، لكنها في المقابل فشلت في التنبؤ بانتصار دونالد ترامب في "المجمع الانتخابي.
في غضون ذلك، كشفت الجمعية الأمريكية لأبحاث الرأي العام عن الأسباب التي أدت إلى فشل استطلاعات الرأي في التنبؤ بنتيجة انتخابات عام 2016.
موضحة أن تلك الأخطاء جاءت جراء نقص تمثيل الناخبين الجمهوريين، مقابل المبالغة في تمثيل الناخبين المتعلمين في الكليات الذين يميلون إلى الديمقراطيين، هذا فضلًا عن الاستخفاف بالناخبين غير المقررين الذين صوتوا في نهاية المطاف لصالح ترامب.
ذات الأمر وقع في عام 2020، حين بالغت استطلاعات الرأي في تقدير دعم الرئيس الديمقراطي جو بايدن على حساب دونالد ترامب، الرئيس حينئذ، فالديمقراطي الذي تقدم بأكثر من ثمان نقاط مئوية في بعض استطلاعات الرأي، انتهى به الحال إلى فارق لا يزيد عن أربع نقاط ونصف، في التصويت الشعبي، وبنتيجة أقل من ذلك في المجمع الانتخابي.
وجراء ذلك، يتساءل الكثيرون عما إذا كانت أخطاء مماثلة في الاستطلاعات قد تؤثر في التوقعات لانتخابات اليوم، خاصة أن المتوسطات الوطنية الحالية تظهر تقدمًا ضئيلًا لنائبة الرئيس كامالا هاريس، ما قد يترجم في الواقع إلى تصويت فعلي لصالح ترمب إذا تكررت الأخطاء، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
وعمل خبراء استطلاعات الرأي -وفق الصحيفة- على معالجة أوجه القصور لديهم منذ انتخابات عام 2020، ورغم ذلك لا يوجد إجماع حول ما إذا كانوا سيتجنبون أخطاء مماثلة في الاستطلاعات الخاصة بالسباق الحالي.
وأشارت إلى أن التطورات الجديدة، مثل تحول الناخبين السود واللاتينيين نحو ترمب وانتشار الاستطلاعات عبر الإنترنت، تخلق مصادر محتملة لأخطاء إضافية.