يصادف اليوم الذكرى الـ 153 لميلاد لعلامة المصرية أحمد تيمور باشا، أحد أبرز الأدباء في تاريخ الوطن العربي، تميز بشخصيته الموسوعية وأسلوبه الأكاديمي، تخصص في اللغة والأدب والتاريخ، كان عضوا المجمع العلمي العربي بدمشق، والمجلس الأعلى لدار الكتب، وقد أنجب ولدين من رواد القصة والرواية هما محمد ومحمود تيمور.
ولد أحمد تيمور في حي درب سعادة بالقاهرة في 6 نوفمبر 1871 لأب كردي وهو أحد كبار أعيان القاهرة، حيث شغل منصب رئيس ديوان الخديوي إسماعيل، ووالدته تركية الأصل، وجده كان من المقربين لمحمد علي باشا، حيث عمل معه وتولى منصب كاشف ومحافظ.
تلقى تيمور تعليمه الأول في مدرسة "مارسيل الفرنسية"، وتعلم اللغات ومبادئ العلوم، وتتلمذ على يد الشيخ حسن الطويل في العلوم العربية والإسلامية، ولكنه انقطع عن الدراسة النظامية وواصل تعليمه في المنزل، حيث أتقن الفارسية والتركية، وقد كوَّن وهو مازال في عمر العشرين مكتبة شخصيَّة بلغ قوامها ثمانية آلاف مجلد، نصفها من المخطوطات.
توطدت علاقات تيمور بأبرز مفكري عصره، منهم: الشيخ حسن الطويل، والشيخِ طاهر الجزائري، والإمام محمد عبده الذي تأثَّر به كثيرا، وقد تردد على مجالسه الكثير من أقطاب الفكر والسياسة والأدب في مص، مثل سعد زغلول وإسماعيل صبري وحافظ إبراهيم وقاسم أمين، وغيرهم.
أسس تيمور أربعة صالونات ثقافية، في بيته بحي درب سعادة، وفي قصره بالزمالك، وعوامته في النيل، وعزبته في قويسنا، وكان المثقفون من العراق والشام واليمن والمغرب العربي يتوافدون إلى هذه الصالونات الأدبية.
اهتم تيمور بمكتبه، فوضع فهرسا ورقيا بخطه، مخصصا لكل فن فهرسا مستقلا خاصا، وقد دون بخطه على أغلب مخطوطات مكتبته ما يفيد إطلاعه عليها وسجل على أول المخطوط بخطه "قرأناه" وكان يعد لكل مخطوط قرأه فهرسا بموضوعاته ومصادره وأحياناً لأعلامه ومواضعه ويضع ترجمة لمؤلف الكتاب بخطه.
وقد تألفت بعد وفاته لجنة لنشر مؤلفاته تعرف بـ"لجنة نشر المؤلفات التيمورية" التي أخرجت العديد من مؤلفاته، حيث جمع أحمد تيمور باشا مكتبة قيمة غنية بالمخطوطات النادرة ونوادر المطبوعات (نحو 19527 مجلدا وعدد مخطوطاتها 8673 مخطوطا)، أهديت إلى دار الكتب بعد وفاته.
أصدر تيمور العديد من الكتب ومن مؤلفاته القيمة: "أعلام المهندسين في الإسلام"، "أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث"، "الآثار النبوية"، "الأمثال العامية: مشروحة ومرتبة حسب الحرف الأول من المثل"، "تاريخ العلم العثماني"، "الحب والجمال عند العرب"، وغيرها الكثير.
توفى الأديب الكبير والعلامة المصرية والموسوعة أحمد باشا تيمور في 25 أغسطس 1930 عن عمر ناهز 58 سنة.