كشفت دراسة حديثة عن تقنيات صيد قديمة في موقع ماجدالينيان بجونرسدورف في ألمانيا، تعود إلى نحو 15,800 عام.
ووفقا لما نقله موقع labrujulaverde، توصل إلى هذا الاكتشاف من خلال إعادة تحليل للوحات صخرية منقوشة باستخدام تقنيات تصوير متقدمة مثل التصوير بالتحويل الانعكاسي (RTI)، مما أتاح الكشف عن تمثيلات تفصيلية للأسماك وأنماط شبكات الصيد على هذه اللوحات.
ركزت الأبحاث السابقة على تمثيلات الحيوانات البرية، إلا أن التقنيات الحديثة أظهرت نقوشًا قد تدل على استخدام شبكات الصيد، وهي تقنية غير موثقة بشكل كافٍ في العصر الحجري القديم العلوي.
قاد الدراسة الباحث جيروم روبيتاي وفريق من علماء الآثار والفن ما قبل التاريخ، وأشارت إلى أن الأنماط الهندسية المشابهة للشبكات، بجانب أشكال الأسماك، تقدم دليلاً واضحًا على استخدام شبكات الصيد في الحياة اليومية لسكان ماجدالينيان بأوروبا، توضح هذه النقوش تكيفًا متطورًا وفهمًا دقيقًا للبيئة، بما في ذلك استراتيجيات للحصول على الموارد المائية.
يعد موقع جونرسدورف، الذي يقع على ضفاف نهر الراين في ألمانيا، أحد أشهر مواقع العصر المجدلي، المعروف بتوفيره لوحات صخرية منقوشة تصور حيوانات وأشكالًا بشرية ومشاهد صيد، ومع تقدم تقنيات التصوير، تمكنت الدراسات الحديثة من كشف تفاصيل جديدة لم تكن مرئية سابقًا، حيث سمحت هذه التقنيات بتحديد النقوش الدقيقة، بما في ذلك أحد عشر شكلًا لسمكة، سبعة منها تم اكتشافها لأول مرة.
أظهرت الأنماط الهندسية حول أشكال الأسماك شبكات صيد، يُرجح أنها كانت تُستخدم لالتقاط الأسماك المصورة، تم تصوير أشكال الأسماك بطريقة بسيطة ومختزلة، ما يشير إلى دور الصيد كمورد أساسي، ويبدو أن ترتيب الأسماك داخل الشبكات يبرز مشهدًا لصيد الأسماك.
يقترح الباحثون أن التداخل بين الأشكال الهندسية وأشكال الحيوانات قد يشير إلى أن شبكات الصيد كانت ذات قيمة ثقافية أو رمزية، إلى جانب دورها الوظيفي.
إلى جانب ابتكارات التصوير، قارنت الدراسة هذه النقوش بنماذج أخرى من العصر الحجري القديم في أوروبا، حيث تتواجد تمثيلات للأسماك وأحيانًا لشبكات الصيد، مما يجعل جونرسدورف موقعًا فريدًا، تشير النتائج إلى أن شبكات الصيد كانت أداة رئيسية في توفير الغذاء، وأن تمثيلها في الفن يشير إلى أهميتها في ثقافة مجتمعات ماجدالينيان.
وفي ضوء التركيز على صيد الحيوانات الكبيرة كالماموث، يوفر التركيز على صيد الأسماك في جونرسدورف منظورًا جديدًا حول تنوع ممارسات الصيد وقدرتها على التكيف.