يسعى الاتحاد الأوروبي لتسريع المحادثات مع المملكة المتحدة بشأن اتفاق دفاعي وأمني جديد، في ظل المخاوف التي أثارها فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية بشأن ضرورة زيادة الدعم لأوكرانيا في حال تقليص الدعم الأمريكي.
وذكرت صحيفة "لوكسمبرج تايمز" أن اتفاق الدفاع بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي أصبح أولوية قصوى في العلاقات بين الطرفين، وقد حصل على زخم إضافي في الأيام الأخيرة، وفقًا لمصادر مطلعة على المفاوضات.
واستغل رئيس وزراء المملكة المتحدة كير ستارمر وقادة الاتحاد الأوروبي قمة بودابست التي عقدت أمس لتكثيف المحادثات بشأن سبل تعزيز العلاقة الأمنية بينهما، حيث يناقش المسؤولون البريطانيون خطوات مثل الشراء المشترك للأسلحة وتنفيذ المزيد من التدريبات العسكرية المشتركة.
وتجنب ترامب في مناظرة رئاسية في سبتمبر الإجابة على سؤال حول ما إذا كان يريد لأوكرانيا أن تنجح في طرد القوات الروسية، فيما صرح نائب مرشحه، جي دي فانس، أن الاتفاق لإنهاء الحرب "من المحتمل" أن يتضمن احتفاظ روسيا بالأراضي التي استولت عليها.
ورغم أن الاتحاد الأوروبي هو أكبر مزود للمساعدات لأوكرانيا، فإن كييف تعتمد على الولايات المتحدة للحصول على موارد عسكرية حاسمة مثل طائرات أف-16 والصواريخ بعيدة المدى "أتاكمز".
وأفاد أحد المسؤولين الدبلوماسيين الأوروبيين بأن الاتحاد الأوروبي قد استنفد تقريبًا مخزوناته الحالية من الأسلحة المرسلة إلى أوكرانيا، في حين تتمتع المملكة المتحدة بمخزون أكبر.
وعقد ستارمر محادثات خلال اجتماع المجتمع السياسي الأوروبي في بودابست مع نظرائه من جمهورية التشيك وبولندا وأوكرانيا، كما التقى مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين. ويستعد ستارمر للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس الأسبوع المقبل، في إطار إحياء ذكرى نهاية الحرب العالمية الأولى.
وناقش ستارمر ودونالد توسك، رئيس وزراء بولندا، تعزيز الشراكة في مجالات الدفاع والأمن في مواجهة الحرب الروسية المستمرة، وفقًا لما ذكره المتحدث باسم الحكومة البريطانية.
وحذر وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، من أن الاتفاق لا يجب أن يتعارض مع الاتفاق الدفاعي الذي تمتلكه المملكة المتحدة مع الولايات المتحدة وأستراليا، الذي يركز على إنتاج الغواصات الهجومية التي تعمل بالطاقة النووية.
ويعتقد الدبلوماسيون الأوروبيون أن الاتفاق الأمني بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي ممكن، رغم الإحباطات بسبب نقص التفاصيل من الجانب البريطاني حتى الآن، وأصبح الاتفاق الآن أولوية قصوى في العلاقات بين الطرفين عقب نتيجة الانتخابات الأمريكية.
ويتوقع المسؤولون البريطانيون بدء المفاوضات الرسمية في الأشهر القادمة مع بداية عمل المفوضية الأوروبية الجديدة، في حين يعتقد الدبلوماسيون من الجانبين أن عام 2025 سيكون هو الفترة الحاسمة للوصول إلى هذه الاتفاقات.