قال مدير جودة البرامج بمجموعة الاستشارات العالمية المتعلقة بالألغام (MAG) ديف ويلي، إن المجموعة تعمل على إعادة إعمار المجتمعات الحضرية من خلال 43 برنامجا بمشاركة أكثر من 10 آلاف موظف في جميع أنحاء العالم منها أمريكا اللاتينية وأفريقيا وأوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ.
جاء ذلك خلال جلسة بعنوان "تمهيد الطريق للتعافي بعد الصراع: الابتكارات والتحديات في مجال إزالة الألغام"، على هامش المنتدى الحضري العالمي الذي تستضيفه مصر في الفترة من ٤- ٨ نوفمبر الجاري.
وأوضح ديف ويلي أن التعافي والتنمية الحضرية ترتبط ارتباطا وثيقا بالعودة إلى الوطن، وإعادة فتح الأعمال التجارية وعودة الأطفال مرة أخرى إلى المدارس، موضحا أنه في المدن والمناطق الحضرية المتضررة من الحرب؛ غالبا ما تختبئ تحت الأنقاض بقايا المتفجرات مثل الألغام والقنابل العنقودية والعبوات الناسفة التي لم تنفجر، لذلك قبل أن تتمكن المجتمعات من التعافي تماما من الضروري تطهير هذه المناطق.
وأضاف أن عمليات الكشف عن الألغام من أجل التطوير الحضري تتعلق بإدارة إزالة الألغام بأمان، والعمل مباشرة مع المجتمعات المحلية والشراكة الدولية؛ لتحقيق أقصى قدر من تطهير المدن، والتخلص من تهديد المتفجرات التي غالبا ما تُدفن تحت المباني المنهارة وطبقات الأنقاض، ما يجعل عمليات العثور على هذه العناصر وإزالتها أمرا معقدا للغاية.
ولفت إلى أنه في جمهورية أذربيجان غالبا ما نواجه ما نسميه التلوث المختلط، وهو مزيج من الألغام الأرضية والقنابل غير المنفجرة والأفخاخ المتفجرة، إضافة إلى حطام الحرب، مؤكدا أن ذلك يجبرنا على استخدام الأدوات الميكانيكية لتطهير هذه المناطق الحضرية؛ نظرا لخطورة الأمر واستغراقه وقتا طويلا في إشراك البشر في عمليات الكشف.
وأكد أن استخدام الآلات في عمليات الكشف تتيح التطهير بشكل فعال، وتساعد على إنشاء مساحات آمنة للمجتمعات، وتمكنهم من العودة وإعادة البناء، مشيرا إلى أن المجموعة نجحت في إزالة أكثر من 10 آلاف من العناصر المتفجرة من المدن السورية؛ ما سمح بإعادة فتح المدارس والمستشفيات والأسواق.
ودعا إلى ضرورة التفكير في المخاطر الثانوية في المناطق الحضرية من حيث سلامة هيكل المبنى والبقايا الكيميائية التي قد تبقى من المصانع أو المستشفيات والإشعاع ، ما يجعل عملية إزالة الألغام أكثر تحديا، مؤكدا ضرورة استخدام الوسائل الميكانيكية لغربلة الأنقاض بشكل منهجي لتحديد وإزالة التلوث من داخل هذه المناطق الحضرية.
وقال:" إن العمل في مجال كشف الألغام صعب للغاية، مؤكدا ضرورة توفير تدريب أساسي على السلامة حتى يعرف المقاولون متى يجب عليهم إيقاف عملهم وطلب الدعم من الخبراء".
وأوضح أن المجموعة تقوم بقياس نجاحها من خلال حصر الأرواح التي نحميها من مخاطر الألغام، والسماح لمئات الآلاف من الناس بالعودة إلى مواطنهم بأمان، مضيفا أن التحديات كبيرة للبقاء في المناطق الحضرية ، والعمل على توفير مساحة آمنة للمدنيين وتدمير المتفجرات المغطاة خاصة في المناطق المكتظة بالسكان.