شهد اليوم الثالث من فعاليات الدورة الـ43 من "معرض الشارقة الدولي للكتاب" مجموعة متنوعة من ورش العمل التفاعلية التي استهدفت الزوار من مختلف الأعمار، تميزت هذه الورش بتنوعها بين الفنون والتكنولوجيا، حيث أظهر المشاركون حرصهم الكبير على المشاركة والتفاعل مع الأنشطة المقدمة.
ففي ورشة بعنوان "آليون متوهجون"، تحوّلت خلالها أدوات بسيطة كالبطاريات والأسلاك، والألوان والمصابيح، إلى روبوتات مضيئة من صنع الأطفال، في تجربة علمية أبهرت الصغار وأخذتهم من عالم الخيال إلى واقع الفيزياء.
واستهدفت الورشة تعريف الأطفال بأساسيات الكهرباء، حيث قدّم القائمون على الورشة شرحًا حول فكرة الدائرة الكهربائية وطريقة الإنارة، ووجد الأطفال فيها فرصة للتعلم من خلال التطبيق العملي، الأمر الذي أثار فضولهم وشجعهم على الاستكشاف.
وتعلّم الأطفال، بمساعدة مدرب الورشة كيفية بناء دوائرهم الكهربائية، وتمكّنوا بأنفسهم من صنع روبوتاتهم المضيئة بعد تكرار التجربة وممارسة خطواتها العملية.
وفي ورشة "دُمى التخلص من القلق"، شهدت مشاركة مجموعة من الفتيات اللواتي قمن بنسج دُمى يدوية من خيوط الكروشيه الملونة وقطع الخشب، مستوحاة من أسطورة شعبية من غواتيمالا بهدف مساعدتهن في التغلب على القلق والنوم بسلام.
وتحدثت مقدمة الورشة، سارة مزهر، عن أهمية الورشة في تمكين الفتيات من صنع دُمى شخصية تساعدهن على التغلب على القلق، موضحةً أن الأسطورة الجواتيمالية تقول إن تلك الدُمى الصغيرة قادرة على طرد المخاوف وتوفير الطمأنينة للأطفال. وأضافت: "يتم صنع هذه الدُمى باستخدام الصوف وقطع الخشب، حيث ترسم الفتيات تعابير الوجه والفم والعيون بأقلام ملونة، لتحتفظ بها كرمز للتغلب على الخوف".
كما تعلم الأطفال في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024 فن كتابة التعليقات التوضيحية للكاريكاتير، في ورشة عمل مبتكرة تهدف إلى تطوير مهارات السرد القصصي البصري لديهم، وشارك الأطفال في كتابة حوارات مستوحاة من شخصيات متنوعة، مستخدمين التعليقات لإثراء السياق التعبيري للرسوم، وإبراز الأفكار التي تجول في خواطر الشخصيات.
وأقيمت الورشة تحت عنوان "حوارات الصور" وأشرفت على تقديمها الفنانة الإماراتية مها المهيري، المتخصصة في فن الكوميكس، وبدأت الورشة بتوجيه الأطفال لرسم شخصياتهم المفضلة بأقلام الرصاص، ثم تحديدها باستخدام أقلام التخطيط العريضة وتلوينها، ليضيفوا بعدها التعليقات التي تناسب المواقف والرسائل التي يرغب كل طفل في إيصالها عبر رسومه.
وقالت مها المهيري: "نهدف من خلال هذه الورشة إلى تعليم الأطفال فن التعليق بطريقة تدمج الرسم بالكلمات، لتشجيعهم على التفكير بعمق وتطوير مهاراتهم الإبداعية. فكما يقال: الصورة تساوي ألف كلمة، لذا نسعى إلى صقل قدراتهم في فن الرسم والتعبير المكتوب معاً."