صدر اليوم السبت كتاب "أفريقيا 2025: الآفاق والتحديات"، وذلك علي هامش المؤتمر الوزاري الأول لمنتدي الشراكة روسيا – أفريقيا والمنعقد حاليًا في سوتشي.
ويسلط هذا الكتاب الذي شارك في كتابته خبراء من مركز الدراسات الأفريقية في موسكو الضوء علي موضوعات هامة ترتبط بالثروات في أفريقيا و الأمن الغذائي والموارد الأفريقية في الأسواق، ومسعى أفريقيا للحصول علي السيادة الرقمية والتعليم والابتكار والأعمال في أفريقيا.
وذكر الكتاب، أن جملة الاستثمارات المتراكمة في أفريقيا بلغت 04ر1 تريليون دولار في عام 2023، والدول الرائدة في هذا المجال هي مصر وجنوب أفريقيا والمغرب ونيجيريا، مشيرًا إلى أن 50% من الاستثمارات الأجنبية المباشرة تذهب إلي شمال وغرب أفريقيا، وقد بلغت الاستثمارات في شرق أفريقيا 3ر21 % من جملة الاستثمارات، بينما حصل الجنوب الأفريقي علي 3ر17%، ووسط أفريقيا 2ر11%.
وأوضح أن الدول الأفريقية تمثل 66% من جملة الأموال التي تنقل عبر أنظمة الدفع الإلكتروني، لافتا إلى أن أغلب الدول الأفريقية شهدت زيادة في الاحتياطات الأجنبية خلال الفترة من عام 2019 إلي عام 2024، حيث بلغت الاحتياطات في مصر 1ر41 مليار دولار، والجزائر 4ر64 مليار دولار عام 2024.
وأضاف التقرير- أن 15 دولة فقط من 54 دولة حققت فائضًا في التجارة يقدر بـ9ر84 مليار دولار عام 2023، بينما بلغ العجز التجاري الكلي للدول الأفريقية 5ر169 مليار دولار عام 2023، في حين تجارة القارة الأفريقية بلغت 3ر1 تريليون دولار عام 2023 بالمقارنة بـ500 مليار دولار عام 2000.
وأوضح أن إمكانيات الزراعة في القارة ما زالت غير مستغلة بسبب نقص الميكنة الزراعية والقدرة الإنتاجية بسبب أساليب الري، موضحًا أن الوضع الغذائي في أفريقيا لا يتدهور، ولكنه في نفس الوقت لا يتحسن بالسرعة المطلوبة.
وأضاف أن أغلب الدول الأفريقية تعتمد بشكل كبير علي استيراد المواد الغذائية، حيث يقترب سكان أفريقيا حاليًا من 5ر1 مليار نسمة، ومن المتوقع أن يصلوا إلي 5ر2 مليار نسمة بحلول عام 2050، مؤكدًا أن أفريقيا تمتلك الإمكانيات لتصبح أكبر منتج للحبوب في العالم وقد بلغت المساحة المزروعة 8ر41 مليون هكتار بإنتاج بلغ 9ر92 مليون طن.
وأفاد بأن روسيا تعد ثاني أكبر منتج للأسمدة في العالم وتلعب دورا هاما في تصدير الأسمدة للقارة والتي زادت بمقدار 32 مرة في 18عاما الماضية لتبلغ 511 مليون دولار عام 2011 .. بينما يبلغ نصيب روسيا في سوق الأسمدة الأفريقي نحو 12 %.
وأشار الكتاب إلي التقديرات بأن أفريقيا تستورد نحو 10 جيجاوات من مولدات الديزل سنويًا، مؤكدًا أن أفريقيا تمتلك موارد الطاقة، حيث يوجد بها 9 في المائة من الاحتياطات المؤكدة من الغاز في العالم، و8 في المائة من احتياطات النفط في العالم، و60 % من موارد الطاقة الشمسية في العالم.
وأضاف الكتاب، أن شبكات الكهرباء في أفريقيا لا تنمو مثل النمو السكاني أو الناتج الإجمالي المحلي، لافتا إلي أن العقد الماضي (2013-2022) شهد تقدما نحو إيصال الكهرباء، حيث زاد عدد السكان الذين يحصلون علي الكهرباء بـ 200 مليون نسمة.
وعن الرقمنة، أفاد بأن الرقمنة بالنسبة للدول الأفريقية ليست هدفا في حد ذاته، ولكن فرصة لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية، والابتكار في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مشيرًا إلى أن البنك الدولي نفذ أكثر من 600 مشروع به مكون تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات باستثمارات تقدر بـ 5ر15 مليار دولار خلال الفترة من 1992 إلى عام 2024.
وأوضح أن أغلبية الخدمات السحابية في أفريقيا يتم السيطرة عليها وتدار بمعرفة الكيانات الأجنبية، مثل جوجل ميكروسوفت وأمازن وهواوي وأي بي أم، مضيفًا أن أفريقيا مرتبطة بـ71 كابلًا بحريًا من إجمالي 529 في العالم وهناك 17 دولة أفريقيا مرتبطة بكابل أو اثنين، مما يضعها في وضع اعتمادي علي الخارج.