400 يومًا مضت على بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وما زالت آلة الحرب الإسرائيلية تخلف العشرات بين شهيد وجريح، يوميًا، وسط صمت دولي مخزي.
400 يومًا مضت، وغزت ما زالت ثابثة صامدة لا لانت ولا استكانت، رغم القصف الدموي الذي يستهدف جميع نواحيها، والحصار الخناق الذي يحول دون دخول الطعام والشراب.
وإجمالًا، أسفرت المجازر الإسرائيلية المرتكبة ضد أهالي قطاع غزة، منذ بدء العدوان الذي أكمل 400 يوم، عن استشهاد 43.552 شهيدًا، فضلًا عن إصابة 102.765 آخرين، بينما ما زال عدد من الضحايا تحت الركام، وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وبجانب ذلك، تضرب المجاعة جميع نواحي القطاع، وبخاصة في الشمال، جراء شح الغذاء والماء والدواء والوقود، في ظل الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ نحو 18 عامًا.
وبمعنى الكلمة، تُمعن إسرائيل في إبادة سكان الشمال، كجزء من حرب الإبادة الكبرى، تحت وطأة قصف دموي متواصل وحصار مشدد يمنع إدخال الغذاء والماء والأدوية، تحت ذريعة القضاء على حركة حماس.
غزة تعاني الويلات
وحذر تقرير للجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، من وجود احتمال قوي بحدوث مجاعة وشيكة في مناطق بشمال غزة.
وذكر التقرير، الجمعة، أن هناك حاجة للتحرك الفوري في غضون أيام، وليس أسابيع من جميع الجهات الفاعلة المشاركة مباشرة في الصراع أو المؤثرة في مجراه؛ لتجنب هذا الوضع الكارثي.
وبات الوضع كارثي في شمال غزة، في ظل الحصار المستمر، بينما تظهر على الأطفال والكبار علامات المجاعة، جراء انعدام المقومات الأساسية للحياة من طعام ودواء ومياه، بحسب مستشفى كمال عدوان.
المشفى أوضح أن"مخزون الأدوية وصل إلى صفر ولا توجد وفود طبية متخصصة تتناسب مع طبيعة الإصابات التي تصل المشفى"، وجراء ذلك يتوفى كل يوم جرحى بسبب ذلك الوضع.
وبشكل قسري عطل عمل جهاز الدفاع المدني، منذ 18 يومًا، بسبب الاستهداف الإسرائيلي المتواصل، ما حرم آلاف المواطنين من الرعاية الإنسانية والطبية شمال غزة.
وفي الـ23 من أكتوبر الماضي، هاجمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، طواقم الدفاع المدني في شمال القطاع، واستولت على مركباتهم، ما أدى إلى تشريد معظم عناصر الجهاز إلى وسط وجنوب القطاع، إضافة إلى اعتقال 9 من أفراده.
كيف تطورت الأوضاع؟
وفي الـ7 من أكتوبر العام الماضي، هاجمت حركة حماس 11 قاعدة عسكرية، و22 مستوطنة إسرائيلية بمحاذاة غزة، في إطار الرد على جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى، حسبما ذكرت.
وقد كبدت العملية إسرائيل خسائر بشرية وعسكرية وهزت صورة أجهزتها الاستخباراتية والأمنية أمام العالم، ومثلت ضربة قاصمة للجيش، الذي لطالما ادعى بأنه لا يقهر، بالإضافة إلى تمريغ وجه الموساد الإسرائيلي بالطين، كل ذلك جعلها تشن حرب مدمرة ضد قطاع غزة، تحت ذريعة القضاء على "حماس" خلفت حتى الآن ما يزيد عن 146 ألفًا بين شهيدًا وجريح، جلهم من النساء والأطفال.
بينما بدأت عمليتها البرية في القطاع في الـ27 من أكتوبر العام الماضي، بعد قصف دام استمر نحو ثلاثة أسابيع على مختلف أرجاء القطاع من البر والبحر والجو، وكان في اعتقاد إسرائيل أن أيام قلائل كافية لإنهاء كل شيء هناك، بما يعيد لها "قوة الردع"، لكن باتت غزة في غضون عام كامل مستنقع تعجز عن الخروج منه.