انتهت الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ولكن حتى الآن ما زالت أصداؤها تتوالى، وخاصة لمن منح المسلمين أصواتهم، التي كانت ساحة يتنافس عليها المرشح الجمهوري دونالد ترامب، ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس، غير أن الأصوات ذهبت إلى اتجاه آخر.
وفي السياق، أشارت استطلاعات الرأي إلى أن كلا المرشحين من الحزبين الكبيرين سيعملا على جذب تلك الأصوات المشتتة، وما جعل تلك الأصوات في حيرة أكثر، موقف كلا المرشحين من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، رغم أنهم تعهدا بإعادة السلام إلى الشرق الأوسط.
وتبين أن تلك الحلية لم تنطلي على المسلمين الذين ذهبت نصف أصواتهم لصالح مرشحة حزب الخضر، جيل ستاين، التي تتبنى موقفًا داعمًا للقضية الفلسطينية، يعارض الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل بحق أهالي قطاع غزة، ورغم ذلك نجح المرشح الجمهوري في إحراز تقدمًا معها.
لمن صوت المسلمين في رئاسية أمريكا؟
وذهبت أكثر من نصف أصوات المسلمين الأمريكيين لصالح مرشحة حزب الخضر جيل ستاين، وفق استطلاع رأي حديث، وذلك يعني أن المرشح الديمقراطية كامالا هاريس، خسرت تلك الأصوات، التي لطالما كانت أحد الأوراق الحاسمة لحزبها.
وكشف الاستطلاع الذي أجراه مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، بناءً على مقابلات مع 1575 شخصًا توجهوا إلى صناديق الاقتراع وأدلوا بأصواتهم في جميع أنحاء البلاد، أن المسلمين الأمريكيين تحولوا إلى المرشح الثالث في هذه الانتخابات.
ووفقًا للاستطلاع، فإن 53 بالمائة من الناخبين الأمريكيين المسلمين الذين توجهوا إلى صناديق الاقتراع في الولايات المتحدة، صوتوا لصالح مرشحة حزب الخضر جيل ستاين، في حين حصل الجمهوري دونالد ترامب على 21 بالمائة، والديمقراطية كامالا هاريس على 20 بالمائة من الأصوات.
وفي ميشيجان، معقل الأصوات المسلمة، صوت 59 بالمائة من الناخبين المسلمين الأمريكيين الذين يعيشون بالولاية لصالح ستاين، و22 بالمائة لترامب، و14 بالمائة فقط لهاريس.
ويمثل ذلك التصويت انتكاسة للحزب الديمقراطي، الذي قد حصل مرشحه جو بايدن، في الانتخابات الرئاسية الماضية، على 70 بالمائة من أصوات المسلمين الأمريكيين في جميع أنحاء البلاد.
وفسرت اختيارات المسلمين الأمريكيين، في الانتخابات الرئاسية التي عقدت في الخامس من نوفمبر الحالي، على أنها "معاقبة" لإدارة بايدن- هاريس، على التواطؤ في الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة، وبالمقابل نجح المرشح الجمهوري في إحراز تقدمًا مع أصوات المسلمين.
وفشل الحزب الديمقراطي في أن يعي بشكل مبكر وقع تأثير الحرب في غزة على تلك الأصوات، حيث واصل الرئيس جو بايدن سياسة الدعم اللامحدود لإسرائيل رغم أنها تسببت له في الإحراج مرارًا، بينما فشلت مرشحة حزبه كاملا هاريس في إقناع تلك الفئة أنها ستحمل تغييرًا ولو طفيف في سياسة البيت الأبيض نحو الصراع الدائر.
وأكدت نتائج الانتخابات الرئاسية 2024، أن العلاقة بين الأمريكيين المسلمين والعرب وبين الحزب الديمقراطي انتهت إلى أضيق أفق، بسبب دعم الإبادة في غزة.
ترامب يحصد الثمار
وبرغم أنه حمل العداء صراحة تجاه المسلمين في ولايته السابقة، استغل دونالد ترامب، الأوضاع المتأزمة في الشرق الأوسط، ليجذب المزيد من تلك الأصوات الحائرة، من خلال التأكيد على أنه قادر على جلب السلام للشرق الأوسط.
وعقب فوز المرشح الجمهوري، قال رابيول شودري، أحد مؤسسي منظمة "مسلمون من أجل ترامب"، التي دعمت المرشح الجمهوري: "لاحظ مجتمعنا تصميم ترامب على إنهاء الحروب وإعطاء الأولوية للحلول الدبلوماسية. اخترنا رئيسا سيجلب الاستقرار والسلام".
وتابع شودري: "اعترف ترامب بدورنا، ونحن على استعداد للعمل مع إدارته للدفاع عن السياسات التي تعزز السلام والوحدة".