ثلاث سنوات، هي الفترة التي أنجز فيها القاص والروائي الشاب إيهاب مصطفى، مجموعته القصصية الجديدة "اسمها زينب" الصادرة حديثًا عن دار تويا للنشر، خلال تلك الفترة، كان يكتب، ويعيد قراءة ما كتبه، يعيد الصياغة أحيانًا، وأحيانًا أخرى يشذب ما كتبه، حتى خرجت قصصه للنور، بعد أن أصدر سابقًا المجموعة القصصية "كما يليق بمجنون"، ورواية "صك الغفران".
يحدثنا الكاتب إيهاب مصطفى في حواره لـ"الهلال اليوم"، عن سبب اختياره لعنوان "اسمها زينب"، فيقول: "لأن العنوان يحتمل الجانبين، الموسيقي، والترويجي أيضًا، إضافة إلى أن أغلب القصص تحمل اسم زينب، فالعنوان في كل عمل قصصي أو روائي يشترط عدة مميزات باعتباره العتبة النصية الأولى، ولذلك يجب اختياره بعناية".
وعن قصص المجموعة يقول:"قمت بتقسيم المجموعة إلى ثلاثة أقسام، "زينب"، و"أوجاع"، و"موت"..حتى هذا التقسيم عنيت به ارتباط القصص ووحدتها بما يشكل حالات مغيرة للمحبة وللوجع وللموت، تتغير الأفكار في كل قصة برغم انتمائها للموضوع الواحد، كل منها يمشي في طريق كوحدة واحدة، لكن يتغير الشكل والرؤية والحدث من قصة إلى أخرى".
ويتحدث إيهاب مصطفى عن اللغة التي اختار أن يكتب بها قصصه قائلا: "أعتقد أننا في الجنوب على وعي كامل بكافة تقنيات القص، لكني كنت أمام إشكالية اللغة في الأجناس الأدبية مثل الرواية والقصة القصيرة، الرواية لها لغة تعتمد على التتابع، والقصة لها لغة تعتمد على التكثيف والاختزال، حد أن يقال أن القصة هي فن الاختزال، لذلك كتبت القصص بلغة بين بين، لا تفتقد إلى الحميمية وتقرب القارئ منها ولا تبتعد عن الاختزال والتكثيف، وأعتقد أنني نجحت في ذلك من خلال رأي القراء في المجموعة".
ويجيب عما إذا كانت لديه هواجس أو مواقف دفعته لكتابة قصص بعينها في المجموعة فيقول:"لم يحدث أن تأثرت بموقف ما ليجبرني على كتابته، أنا أكتب عن النجع، وبالتالي فإن كل القصص تدور في فلك هذا المشروع، أنا أكتب عن حالات ولقطات قصصية تنتمي إلى الموروث الجنوبي، أكتب عن البنت التي تشبه القمر، وعن الولد الذي يصطاد في الترعة، وعن فقد أبناء العائلة، لكني لم ولن أخرج عن إطار النجع في الكتابة، هو مادة دسمة وتحتمل الكثير من المبدعين".
بدأ إيهاب مصطفى بكتابة القصة فأصدر "كما يليق بمجنون"، ثم انتقل لكتابة الرواية وأصدر "صك الغفران"، ثم عاد إلى القصة مرة أخرى، بصدور "اسمها زينب"، وعن هذا الانتقال بين القصة والرواية يقول إيهاب مصطفى:"لم أكن أخطط لكتابة الرواية من الأساس، ولكني بدأت بكتابة القصة ونشرت في العديد من الدوريات المصرية والعربية منها أخبار الأدب والثقافة الجديدة، وعدد من المواقع الإلكترونية، ثم تطور الأمر بعد ذلك، وكتبت روايتين، ثم شعرت بأني قد تسرعت فيهما فمزقتهما، كنت على علم بالمنتج الروائي المصري، وكيف أصبح رديئا في الفترة الأخيرة، لذلك كنت أحبذ البداية القوية، وليس التجريب والصعود على أكتاف القارئ".
ويضيف "مصطفى"، "الحقيقة أنا أحب القصة القصيرة، ربما لأنني تتلمذت على يد عباقرة في هذا الأمر، وربما لأن القصة القصيرة مجرد لقطة يتم توظيفها، لذلك هي الأقرب، لكني كنت أشعر أن القصة القصيرة تفتقد للحميمية، فكتبت اسمها زينب عن البنت زينب، كتبتها بشكل أسطوري تماما يجعل القارئ يتفاعل معها، مع لغة رائقة وسلسة تتكئ على الجمل القصيرة".
ويستمر إيهاب مصطفى في حديثه عن القصة القصيرة والرواية وموقفه منهما في ظل آراء تؤكد أننا في زمن الرواية، ويقول: "ستظل القصة والرواية يمشيان جنبا إلى جنب، يطغى أحدهما على الآخر لكن لن يستطيع أحدهما نفي الآخر، تماما كالمستحدثات التكنولوجية، القصة فن جميل له مبدعيه، حقيقي أنها تأثرت في الفترة الأخيرة وأصبح الإقبال عليها ضعيفا، لكنها لن تندثر أبدا، حقيقي أن الرواية جذبت الكثيرين إلى عالمها، ولكن سيبقى للقصة رونقها ومريدوها، ولن تستطيع الرواية سحقها تماما.