يعود الرئيس الأمريكي السابق الجمهوري دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض في يناير 2025، ويسارع الخطى خلال الفترة الجارية لتشكيل حكومته واختيار فريقه لتنفيذ أجندته لرئاسته الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية، وبدأت تتشكل ملامح حكومة ترامب الجديدة مع إعلانه عدد من الأسماء ممن سيتولون المناصب القيادية خاصة وزارتي الخارجية والدفاع.
حكومة دونالد ترامب الجديدة
ومن أبرز الأسماء التي أعلنها ترامب، جاء اسم إيلون ماسك، الذي أعلن الرئيس الأمريكي المقبل اختياره ليقود مجموعة حكومية أمريكية جديدة مكلفة بخفض الهدر الفيدرالي، إلى جانب رجل الأعمال الأمريكي فيفيك راماسوامي، حيث يقود رجلي الأعمال ما أطلق عليه "وزارة كفاءة الحكومة"، والمكلفة بتقليص حجم البيروقراطية الفيدرالية بشكل كبير، وتقليل الأعباء التنظيمية، وخفض الإنفاق الحكومي المفرط، إلى أن تكون "مشروع مانهاتن في عصرنا"، ، على حد تعبير ترامب.
وتعد هذه الوزارة الجديدة غير رسمية وبدون موافقة رسمية من الكونجرس، وتشير إلى نية ترامب إجراء تغييرات هيكلية عميقة في واشنطن، إذ سيعمل ماسك ولا راماسوامي خارج القيود على مستوى مجلس الوزراء، وجاءت الوزارة بمبادرة من ترامب باعتبارها نهجًا تحويليًا للحكم، يستهدف بشكل مباشر عدم الكفاءة والهدر الذي يزعم ترامب أنه متفشٍ في جميع الوكالات الفيدرالية.
وكان ترامب أثناء الحملة الانتخابية، يلمح إلى أن ماسك سيقود مثل هذا المشروع، وفي بيان له مؤخرا قال ترامب "أتطلع إلى أن يقوم إيلون وفيفيك بإجراء تغييرات على البيروقراطية الفيدرالية مع التركيز على الكفاءة، وفي الوقت نفسه، تحسين الحياة لجميع الأميركيين، والأهم من ذلك، أننا سنقضي على الهدر الهائل والاحتيال الموجود في إنفاقنا الحكومي السنوي البالغ 6.5 تريليون دولار".
وفي بيان، أعلن ماسك أنه "سيرسل هذا موجات صدمة عبر النظام، وأي شخص متورط في إهدار الحكومة - وهو عدد كبير من الناس!".
وسينضم راماسوامي، المعروف بموقفه المناهض للبيروقراطية، إلى ماسك في تصميم استراتيجيات تهدف إلى تحقيق ما دفع الجمهوريون إليه منذ فترة طويلة: الإصلاح الفيدرالي الشامل.
اختيار مستشار الأمن القومي
ومن بين الأسماء التي أعلنها ترامب، جاء اسم العسكري وعضو مجلس النواب عن فلوريدا مايكل والتز، وتعيينه كمستشار للأمن القومي، وهو أحد المشرعين المعروفين بموقفهم الصارم تجاه الصين، وسيعمل في الإدارة الأمريكية على تقديم المشورة للرئيس بشأن استجابة الولايات المتحدة للتهديدات الأجنبية.
وأعلن ترامب رسميًا عن والتز كمستشار الأمن القومي القادم، مشيدا به باعتباره "خبيرًا في التهديدات التي تشكلها الصين وروسيا وإيران والإرهاب العالمي، فهو بطل قوي لأجندة السياسة الخارجية الأمريكية أولاً".
وتعيين والتز مستشارًا للأمن القومي لن يتطلب التعيين موافقة مجلس الشيوخ.
ويوصف والتز بأنه عسكري مخضرم من القوات الخاصة، وقد خدم في جولات متعددة في أفغانستان والشرق الأوسط وأفريقيا، ووثق في كتاب له تجاربه في الخدمة في البنتاجون أثناء إدارة جورج دبليو بوش وفي العمليات القتالية في الخارج.
وله العديد من المواقف، حيث اتخذ والتز خطًا صارمًا بشأن الصين، كما قال إن الولايات المتحدة يجب أن تحافظ على دعمها لأوكرانيا، لكنه دعا في الأسابيع الأخيرة إلى إعادة تقييم الإنفاق الأمريكي على المساعدات للمجهود الحربي.
قال والتز إن حلفاء الناتو يجب أن يزيدوا من إنفاقهم الدفاعي، ومنذ الانسحاب من أفغانستان في عام 2021، انتقد والتز الرئيس الأمريكي جو بايدن والبيت الأبيض بشكل متكرر.
وهو ثاني عضو في الكونجرس يُطلب منه الخدمة في إدارة ترامب القادمة، الأمر الذي يتطلب منه الاستقالة من منصبه في مجلس النواب، وسيكون والتز خامس مستشار للأمن القومي يخدم في عهد ترامب، الذي عين أربعة رجال مختلفين لشغل المنصب خلال فترة ولايته الأولى، أقال ترامب ثلاثة منهم: مايكل فلين، وهربرت ماكماستر، وجون بولتون.
ماركو روبيو وزيرا للخارجية الأمريكية
ومن المتوقع أن يكون السيناتور الأمريكي ماركو روبيو وزيراً للخارجية في المستقبل، حسبما ذكرت مصادر لشبكة سي بي إس نيوز، لكن الاختيار لم يتم تأكيده بعد، حيث أفادت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية أن روبيو يجري محادثات مع فريق ترامب الانتقالي بشأن المنصب الأعلى، لكن الأمر لم يحسم بعد، فقد يغير الرئيس المنتخب رأيه.
ويشغل روبيو منصب نائب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ ويشغل منصباً في لجنة العلاقات الخارجية، حيث يعتبر من صقور السياسة الخارجية تجاه إيران وكذلك الصين، وانتخب لأول مرة لمجلس الشيوخ في عام 2010.
ورغم أن روبيو وترامب كانا متنافسين في السباق للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة في عام 2016 وتطورت بينهما منافسة مريرة، لكن روبيو استمر في تأييد منافسه وقام بحملة لصالحه قبل انتخابات 2024.
بيت هيجسيث وزيرا الدفاع
واختار ترامب المقدم والمحلل السياسي في شبكة Fox News بيت هيجسيت، لتولي منصب وزير الدفاع، في خطوة أثارت الكثير من الجدل، بعد أن أعلن ترامب في مقابلة مع Fox News في يونيو الماضي، أنه سيقيل جنرالات وصفهم بـ"المستنيرين"، في إشارة إلى أولئك الذين يركزون على العدالة العرقية والاجتماعية.
و خدم هيجسيث في أفغانستان والعراق وخليج جوانتانامو في كوبا، ويتطلب تعيينه وزيرا الدفاع موافقة مجلس الشيوخ،
وزيرة الأمن الداخلي
وفي تصريحات له أمس، أكد ترامب أنه يريد أن تلعب حاكمة ولاية ساوث داكوتا كريستي نويم، دوراً مهماً كوزيرة للأمن الداخلي.
وستلعب دورا مهما في الإشراف على أمن الولايات المتحدة - تغطية الحدود والتهديدات السيبرانية والإرهاب والاستجابة للطوارئ.
يأتي تعيين والتز ونويم، بعد أن عين ترامب عن اختيار سوزي وايلز رئيسة لموظفيه، وعين مسؤول الهجرة السابق توم هومان "قيصر الحدود"، كما رشح عضوة الكونجرس من نيويورك إليز ستيفانيك كسفيرة مستقبلية له لدى الأمم المتحدة.
إدارة ترامب الجديدة
والرئيس الأمريكي المنتخب مسؤول عن حوالي 4000 تعيين سياسي، بما في ذلك رؤساء الإدارات التنفيذية الخمس عشرة التي تشكل مجلس الوزراء.
وخلال رئاسته الأولى، استغرق ترامب شهورًا لتجميع حكومته، وبينما يسيطر الحزب الجمهوري على غرفتي الكونجرس الأمريكي، مجلس النواب ومجلس الشيوخ، وتحتاج بعض التعيينات في الحكومة - بما في ذلك وزير الخارجية - لموافقة أعضاء مجلس الشيوخ.