الخميس 14 نوفمبر 2024

الهلال لايت

أشهر مواقع انتاج الملح في حضارة المايا

  • 13-11-2024 | 22:46

إحدى آثار حضارة المايا

طباعة
  • إسلام علي

موقع جاي يي ناه الأثري تحت الماء..  يقع موقع جاي يي في البحر الكاريبي بالقرب من دولة بليز بأمريكا الجنوبية، ويعد اكتشافًا مميزًا يعود تاريخه إلى العصر الكلاسيكي المبكر لحضارة المايا (250-600 ميلادي). 
يُعتقد أن هذا الموقع كان يُستخدم لإنتاج الملح لأغراض محلية، وربما حتى للتجارة لاحقًا، يُعتبر الملح عنصرًا أساسيًا في النظام الغذائي لحضارة المايا، حيث كان يتم استخدامه لتعزيز الطعام الذي كان يعتمد في الغالب على النباتات مثل الذرة والفاصوليا.

 

أهمية الملح في النظام الغذائي للمايا


كان الملح في حضارة المايا مكونًا أساسيًا في نظامهم الغذائي، حيث تكمل كميات الملح المضافة الأطعمة النباتية التي كانت تفتقر إلى هذا العنصر. 
تشير الأدلة الأثرية في مواقع مختلفة على ساحل بليز، مثل باينز كريك، إلى أن الأسر الساحلية كانت تُنتج الملح بكميات كبيرة في الفترة الكلاسيكية، حيث كانت تستخدم هذه المادة الأساسية في الطبخ، كما كانت هناك مناطق مخصصة لهذا الإنتاج.

 

اكتشاف موقع جاي يي ناه


اكتشف علماء الآثار موقعًا جديدًا يُسمى جاي يي ناه في البحر بالقرب من جزيرة وايلد كين كاي، وذلك في عام 2023، ما يميز هذا الموقع هو افتقاره للأواني الفخارية المكسورة التي تم العثور عليها في مواقع أخرى مشابهة، ومع ذلك، عثر الباحثون على بعض القطع الفخارية التي تشبه تلك الموجودة في جزيرة وايلد كين كاي، مما جعلهم يعتقدون أن هناك روابط بين الموقعين في فترة مبكرة.

 

التطور الزمني والإقليمي للموقع


أجرى العلماء تحليل الكربون المشع على الأعمدة التي عُثر عليها في الموقع، تبين أن جاي يي ناه يعود إلى العصر الكلاسيكي المبكر (250-600 ميلادي). 
أكدت هذه النتائج أن الموقع أقدم بكثير من المواقع الأخرى التي اكتُشفت في المنطقة، وأشار العلماء إلى أن هذا الموقع كان عبارة عن مؤسسة محلية كانت تركز على إنتاج الملح في فترة مبكرة، بعيدًا عن التجارة مع المناطق الأخرى.

 

التطورات في الفترة الكلاسيكية المتأخرة


ومع تطور الزمن وزيادة الطلب على الملح في المناطق الداخلية من مناطق المايا في الفترة الكلاسيكية المتأخرة "650-800 ميلادي"، بدأت الشبكات التجارية تتوسع. لكن جاي يي ناه، الذي كان موقعًا صغيرًا لإنتاج الملح، لا يبدو أنه كان جزءًا من هذه التجارة الموسعة في البداية. 
بدأت بعض المواقع الأخرى، مثل جزيرة وايلد كين كاي، في استخدام الملح لتجارة الأسماك، مما يعكس التغيرات في التقنيات والممارسات التجارية المرتبطة بإنتاج الملح.


التقنيات والفروق في المواقع المختلفة


يتبين من الفروق بين موقع جاي يي ناه والمواقع الأخرى تحت الماء مثل ماركو جونزاليس وموهو كاي أن هناك تغييرات في تقنيات إنتاج الملح، بينما كانت المواقع الأخرى تحتوي على أوعية تجارية مميزة وأدوات متطورة، فإن جاي يي ناه افتقر إلى هذه الميزات. 
هذا يشير إلى تطور التكنولوجيا وطرق الإنتاج في الفترات اللاحقة، بالإضافة إلى زيادة الطلب على الملح مع زيادة عدد السكان في الأراضي الداخلية للمايا.

 

التحديات والأهمية الأثرية


يعتبر موقع جاي يي ناه مثالًا ممتازًا على أهمية التنقيب في المواقع الأثرية تحت الماء. رغم التحديات التي يواجهها علماء الآثار في التنقيب تحت المياه الضحلة، فإن نتائج هذا البحث تؤكد على قيمة الحفاظ على المواقع تحت البحر، مثل خث أشجار المانجروف، التي تحافظ على بقايا من العمارة الخشبية القديمة التي تساعد في فهم ممارسات الإنتاج القديمة، وتشير الأدلة إلى أن جاي يي ناه يمثل بداية عملية إنتاج الملح في سياق محلي، يسبق التوسع التجاري الذي شهده موقع المايا في الفترات اللاحقة. 
تطور الموقع ليصبح جزءًا من شبكة تجارية أوسع مع مرور الوقت، مما يعكس تحولًا في تقنيات الإنتاج وزيادة الطلب الداخلي على الملح في فترة الكلاسيكية المتأخرة، يمكن أن يكون اكتشاف جاي يي ناه خطوة هامة لفهم كيفية تطور ثقافة المايا وانتقالها من مجتمعات محلية تعتمد على الإنتاج الذاتي إلى حضارة متقدمة تعتمد على التجارة المعقدة، وذلك طبقا لما نقله موقع science daily. 

الاكثر قراءة