سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على اتهام منظمة "هيومان رايتس ووتش" لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة بسبب التهجير القسري المتكرر والمتعمد للمدنيين الفلسطينيين.
وأبرزت الصحيفة - في مقال للكاتب بيتر بيمونت - التقرير الصادر عن "هيومان رايتس ووتش" الذي تؤكد فيه أن لديها دليل على ارتكاب إسرائيل جريمة حرب متمثلة في التهجير القسري للمدنيين من خلال إصدار أوامر إجلاء جماعية ومتكررة للمدنيين الفلسطينيين في القطاع.
ولفتت المنظمة - التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها - إلى أن الممارسات الإسرائيلية في قطاع غزة ضد الفلسطينيين تشكل انتهاكا صارخا لاتفاقيات جنيف كما أنها تعد جريمة وفقا للائحة روما للمحكمة الجنائية الدولية.
وجاء في المقال أن اتفاقية جنيف الرابعة تنص على أن التهجير القسري للمدنيين في أية منطقة محتلة عسكريا لا يتم إلا في حالات استثنائية ولأسباب عسكرية قهرية أو من أجل الحفاظ على حياة المدنيين،وأنه على الرغم من ذلك فقد قامت إسرائيل على نحو متكرر بإصدار أوامر إجلاء جماعي للمدنيين الفلسطنيين في قطاع غزة دون أي سند قانوني.
وطبقا للقانون الدولي يجب على إسرائيل كقوة احتلال تسهيل عودة النازحين الفلسطينيين إلى ديارهم بعد توقف الأعمال العدائية التي أدت إلى نزوحهم، موضحا أن التقارير الواردة من القطاع تشير إلى أن القوات الإسرائيلية دمرت أجزاء واسعة من القطاع ومنها البنية التحتية والمدارس والمنشأت الدينية والعلمية بحيث أصبحت غير صالحة على الإطلاق.
ويلفت المقال إلى أن "هيومان رايتس ووتش "أصدرت التقرير في وقت تتزايد فيه المؤشرات حول سياسة التصعيد التي تمارسها إسرائيل من أجل تقسيم قطاع غزة إلى نصفين لتكوين منطقة عازلة كما أنها تقوم بإنشاء المزيد من البنية التحتية لتعزيز تواجدها العسكري في القطاع.
ويشير المقال إلى شهادة العديد من سكان شمال قطاع غزة الذين يقولون أن القوات الإسرائيلية تحاصر العائلات الفلسطينية النازحة في الوقت الذي تصدر فيها أوامر إجلاء لسكان شمال غزة للتوجه نحو جنوب القطاع.
وأضاف المقال أن "هيومان رايتس ووتش" تطالب بتحقيق دولي من خلال المحكمة الجنائية الدولية في تلك الممارسات من جانب إسرائيل وفرض عقوبات عليها كما أنها تطالب بوقف مبيعات السلاح للحكومة الإسرائيلية.
وأوضح المقال أن التقرير الذي صدر تحت عنوان " اليأس والتجويع والحصار... سياسة إسرائيل للتهجير القسري للفلسطينيين في غزة" يهدف إلى تسليط الضوء على استخدام إسرائيل لأسلوب التهجير القسري الذي تسبب في إجلاء جماعي لسكان غزة لأكثر من مرة، مشيرا إلى أن إسرائيل مارست أسلوب النزوح الجماعي على ما يقرب من 90 بالمائة من سكان القطاع أو حوالي 1.9 مليون فلسطيني.
وتؤكد هيومان رايتس ووتش في تقريرها أن سياسة التهجير القسري للمدنيين الفلسطينيين التي تنتهجها إسرائيل بهدف تشكيل منطقة عازلة داخل قطاع غزة تصل إلى جريمة التطهير العرقي.