السبت 16 نوفمبر 2024

ثقافة

البصر والبصيرة .. ما بين أبى العلاء وطه حسين

  • 15-11-2024 | 11:42

طه حسين

طباعة
  • فاطمة الزهراء حمدي

«من رحم المعاناة والظلام يتولد الأمل والتحدي»، رجلان من أزمنه وعصور مختلفة، وجمع بينهم الظلام وفقدان البصر والإنطوائيه، والبصيرة، تصدوا لليأس بكامل قوتهم، ليصبحا علامة كبيرة في عالم الشعر والأدب العربي، إنهما الشاعر العباسي أبو العلاء المعري شاعر الفلاسفة وفيلسوف الشعراء، وعميد الأدب العربي طه حسين.

تشابه العميد والشاعر في قصة علتهم وفقدانهم لبصرهم، حيث وُلدا الاثنين متنعمين بنور البصر، ولكن في نفس ذات العمر لكليهما فقدا بصرها وهما في الرابعة من عمرهم، إذ فقد "حسين" بصره إثر إصابته بالرمد، أما المعري إثر إصابته بالجدري.

لم تكن أفه فقدان البصر لديهما هي ما جمعت بينهم فقط، فإذ تشابها في إصرارهم لطلب العلم، حيث سافر المعري إلى حلب وأنطاكية واللاذقية وبغداد رُغم انطوائه الشديد، وسافر طه حسين إلى الأزهر في القاهرة ومونبليه وباريس والبلدان العربية طلباً للعلم، ونتيجه لكثرة سفرهم تأثرت ثقافتهم بالخارج، حيث تأثر المعري بعلوم عصره أما حسين تأثر بالفكر الغربي الذي حمل اختلافات فكرية وصراعات كثيرة.

كما جمع التشاؤم والانطوائية والحزن بين هذان الاثنين، حيث عرف طه حسين بتشاؤمه وحزنه على علته وكذلك المعري ولكن بسبب تلك الطامة التي حلت بهم ساعدتهم على بزوغ فلسفتهم وعلمهم وأدبهم، فكان يظهرا السخرية والعبث والتبرم في كتابتهم.

اختلف الاثنين في شيئان، الأول أنهما من أزمنه مختلفة، والثاني هو الزواج والحب، حيث عُرف طه حسين بقصة الحب الكبيرة التي نشأت بينه وبين زوجته الفرنسية سوزان والتي أنتهت بالزواج، أما المعري فكان رافضًا للحب والزواج.

استمر ولع وتأثر عميد الأدب العربي طه حسين بالشاعر الفيلسوف أبو العلاء المعري، ولذلك كتب عنه أكثر من كتاب، منها "تجديد ذكرى أبي العلاء"، و"صوت أبي العلاء"، و"مع أبي العلاء في سجنه".