لم يكن طه حسين أديبًا فحسب بل كان مؤيدًا ومؤمنًا بأهمية تعليم المرأة، وساعد العديد من الفتيات ليحظن بفرصة الالتحاق بجامعة القاهرة، في وقت كان مقتصر دخولها على الذكور فقط، حارب معهم وساعدهن وكان مصدر إلهام للعديد منهن، وساعدهم في بلورة عقولهن ليصبحن أديبات ومحاميات مثل سهير القلماوي ونعيمة الأيوبي، وغيرهم، حيث أراد أن ينشر المساواة والإصلاح التعليمي، مما أدى إلى كسر الحواجز الثقافية والإجتماعية التي كانت تمنع الحاق الفتيات بالتعليم الجامعي.
طه حسين ودعمه لسهير القلماوي
في وقت تولي طه حسين عمادة كلية الآداب قسم اللغة العربية بجامعة القاهرة، جاءت سهير القلماوي وحاولت الالتحاق بالجامعة لتعد أول فتاة تلتحق بها وسط تشجيع من أبيها، واستطاعت أثبات نفسها في تفوقها بين 14 زميل لها في القسم.
حيث يعتبر طه حسين هو ملهمها ومشجعها فكان متولي رئيس قسم اللغة العربية ورئيس التحرير بمجلة جامعة القاهرة، فجعل سهير القلماوي مساعدة رئيس التحرير في مجلة جامعة القاهرة عام 1932، فأصبحت أول امرأة تمتلك رخصة الصحافة في مصر، وعملت مذيعة لخدمة البث الإذاعي المصري.
موقف طه حسين مع الخمس فتيات
أما موقفه مع الخمس فتيات اللاتي أردن الالتحاق بالجامعة، حيث لجأن له وقالت نعيمة الأيوبي «كنا خمس فتيات ظمئت نفوسنا إلى ارتياد مناهل العلم في الجامعة، غير أننا خشينا إثارة الرجعيين عام 1929 ورأينا أن نلجأ إلى الدكتور طه حسين»، ولم يردهم حسين بل وعدهم بتحقيق حلمهم والالتحاق بالجامعة، وحقق ذلك لهم، ليفاجئ المجتمع بخبر انضمام 5 فتيات إلى جامعة الملك فؤاد الأول، وهن «نعيمة الأيوبي، فاطمة سالم، زهيرة عبدالعزيز، وسهير القلماوي، وفاطمة فهمي».
كان طه حسين يؤمن بأن التعليم هو السبيل الوحيد لتقدم المجتمعات، واستمر في سعيه في الارتقاء بالعلم ومساعدة الفتيات سواء بدهمهم، أو توفير الدعم المادي، فكان يطلق المنح الدراسية والمساعدات للطلالب والطالبات الغير قادرين على دفع مصروفاتهم، كما أقر مناهج دراسية ساعدت الفتيات والفتيان على تفتح إدراكهن ليصبحوا قامات كبيرة فيما بعد.