شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، احتفالية عودة شركة النصر لصناعة السيارات للإنتاج بعد توقف دام 15 عامًا، وذلك في خطوة تعكس اهتمام الدولة بإحياء القلاع الصناعية الوطنية، كجزء من استراتيجية الدولة لدعم وتوطين صناعة السيارات، والتي تمثل جزءًا رئيسيًا من مستقبل الصناعة في مصر، بما يعزز الاقتصاد الوطني ويتماشى مع رؤية مصر 2030، جاء ذلك بحضور، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، الفريق كامل الوزير، والمهندس محمد شيمي وزير قطاع الأعمال العام
إحياء شركة النصر للسيارات
أكد الدكتور مصطفى مدبولي خلال الجولة التفقدية لمصنع النصر أهمية عودة الشركة باعتبارها واحدة من القلاع الصناعية المصرية التي تأسست عام 1960، وتهدف الدولة من خلال هذه العودة إلى استغلال الأصول الصناعية بشكل أمثل وتحقيق الاستدامة عبر شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص.
الشراكة مع القطاع الخاص
في إطار تفعيل وثيقة ملكية الدولة، تم تأسيس شركة "إس إن أتوموتيف" وهي شركة تجارية تأسست طبقا للقانون 159 بين شركة النصر للسيارات ومجموعة الصافي، للشراكة بين شركة النصر للسيارات (بنسبة 24%) ومجموعة الصافي (بنسبة 76%)، وتهدف الشراكة إلى دعم التصنيع المحلي للسيارات، وتسويق المنتجات، وتطوير شبكة الوكلاء وخدمات ما بعد البيع.
خطط إنتاج شركة النصر للسيارات
إنتاج الأتوبيسات:
أعلن خالد شديد، الرئيس التنفيذي لشركة النصر، أن الشركة بدأت بإنتاج أول أتوبيس محلي يعمل بالديزل بنسبة مكون محلي تصل إلى 50%، مع خطة لزيادتها إلى 70% بحلول 2026، وتستهدف الشركة تصنيع 300 أتوبيس سنويًا حاليًا، مع التوسع إلى 1500 أتوبيس في 2026، كما سيتم إنتاج أول أتوبيس كهربائي العام المقبل بالتعاون مع وزارة البيئة.
إنتاج سيارات الركوب:
كشف "شديد" أن مصنع "4" لإنتاج سيارات الركوب يمتد على مساحة 40 ألف متر مربع، بطاقة إنتاجية تصل إلى 10 سيارات يوميًا، أي ما يعادل 20 ألف سيارة سنويًا في وردية واحدة، ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج في منتصف العام المقبل بالتعاون مع شركات عالمية مثل يوتونج وشركة صينية متخصصة في تصنيع سيارات البنزين والكهرباء.
كما تم استثمار 20 مليون دولار لتطوير خطوط الإنتاج داخل الشركة، بما يشمل خطوط الدهان، والتجميع، ومعالجة الصدأ، وذلك بتمويل ذاتي من الشركة القابضة المعدنية. تسعى الشركة لتحويل نفسها من محلية إلى إقليمية، من خلال الاستثمار في البنية التحتية وجذب الخبرات.
تصنيع أول "ميني باص" كهربائي
وتولي الدولة أهمية خاصة لصناعة السيارات الكهربائية لتقليل الانبعاثات الكربونية وتعزيز التحول للطاقة النظيفة، حيث تخطط شركة النصر لتصنيع أول "ميني باص" كهربائي بالكامل بحلول منتصف العام المقبل، إضافة إلى إنشاء مصنع لتجميع بطاريات الأتوبيسات باستثمارات 10 ملايين دولار.
تعد عودة شركة النصر لصناعة السيارات للإنتاج بداية جديدة لدعم صناعة السيارات الوطنية، حيث تسعى الدولة إلى استعادة مجد هذه الصناعة، وتوسيع رقعتها لتصبح مصر مركزًا إقليميًا لتصنيع وتصدير السيارات، ومن خلال الشراكات الاستراتيجية وتطوير خطوط الإنتاج، تتحقق خطوات ملموسة نحو تحقيق هذا الهدف، بما يعزز مكانة الصناعة المصرية في الأسواق المحلية والعالمية.
افتتاح مصنع بروتون في مصر
يمثل افتتاح مصنع سيارات بروتون في مصر، الذي شارك به المهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، يوم الثلاثاء الماضي، خطوة هامة على صعيد دعم سوق السيارات المحلي وتعزيز الاقتصاد المصري، حيث يأتي هذا المشروع بالتعاون بين مجموعة عز العرب السويدي وشركة بروتون الماليزية، كما يعد نقطة تحول في استراتيجية مصر لتوطين صناعة السيارات وتعزيز مكانتها كقاعدة إنتاجية إقليمية.
صناعة السيارات في مصر
ويعد مصنع سيارات بروتون الجديد تحولا نوعيا في صناعة السيارات المصرية، حيث يهدف إلى إنتاج 40 ألف سيارة سنويًا في المرحلة الأولى، مع خطة للوصول إلى 80 ألف سيارة لاحقًا، وبنسبة مكون محلي تصل إلى 48%. هذه الخطوة ليست مجرد إنتاج سيارات، بل تتماشى مع استراتيجية مصر لتوطين صناعة السيارات والصناعات المغذية وتطوير منظومة اقتصادية متكاملة تدعم الإنتاج المحلي بدلاً من الاعتماد على التجميع فقط.
بلغت استثمارات المصنع 3 مليارات جنيه، كما أنه من المتوقع أن يوفر 300 فرصة عمل مباشرة، إلى جانب خلق فرص غير مباشرة في قطاع الصناعات المغذية، كما يستهدف تصدير 10% من إنتاجه في السنة الأولى، ما يسهم في تدفق العملات الأجنبية وتعزيز تنافسية المنتجات المصرية عالميًا.
مصنع سيارات بروتون ودعم الاقتصاد
يستهدف مصنع سيارات بروتون تعزيز ودعم الاقتصاد المصري عبر تقليل الاعتماد على الاستيراد، من خلال إنتاج السيارات محليًا مما يقلل من تكلفة الاستيراد ويعزز توفرها بأسعار تنافسية في السوق المحلي.
كما يعمل على زيادة الصادرات، من خلال توجيه جزء من الإنتاج للتصدير مما يدعم خطة مصر لتحسين الميزان التجاري، كما يعمل على خلق فرص عمل ويطور مهارات العاملين في قطاع صناعي متقدم.
ويعزز المصنع التحول إلى الاقتصاد الأخضر بما يتماشى مع توجيهات الدولة لاعتماد معايير بيئية مستدامة وتحقيق رؤية مصر 2030.
افتتاح مصنع بروتون في مصر يحمل فوائد اقتصادية وصناعية كبيرة، من شأنها دعم الاقتصاد المصري وتعزيز سوق السيارات المحلي من خلال تخفيف الاعتماد على الاستيراد، وتوفير فرص العمل، وزيادة الصادرات، ودعم تحول مصر نحو التصنيع المستدام، كما أنه يمثل جزءًا من رؤية أوسع لتحويل مصر إلى مركز صناعي إقليمي، يدعم تنويع الاقتصاد ورفع كفاءته في مجالات متقدمة مثل صناعة السيارات.