كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في عددها الصادر اليوم الأربعاء أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وافق على تزويد أوكرانيا بالألغام المضادة للأفراد.
وأوضحت الصحيفة - في مقال حصري لها - إنه وفقا لمسئولين أمريكيين، وافق الرئيس بايدن على تزويد أوكرانيا بالألغام الأرضية المضادة للأفراد، وهي خطوة من شأنها أن تعزز دفاعات كييف ضد القوات الروسية المتقدمة، ولكنها أثارت انتقادات من مجموعات الحد من الأسلحة.
وأضافت الصحيفة أن هذه الخطوة تأتي في أعقاب تفويض البيت الأبيض الأخير الذي يسمح لأوكرانيا باستخدام نظام صاروخي قوي بعيد المدى لضرب داخل روسيا، كجزء من مجموعة من الإجراءات العاجلة التي تتخذها إدارة بايدن لمساعدة جهود كييف الحربية المتعثرة.
وتابعت الصحيفة أن شحن الألغام الأرضية المضادة للأفراد إلى أوكرانيا أمر مثير للجدل أيضًا، خاصة أن أكثر من 160 دولة وقعت على معاهدة دولية تحظر استخدامها، مشيرة إلى أن الأسلحة العشوائية يمكن أن تسبب ضررًا دائمًا للمدنيين.
لكن كييف سعت للحصول عليها منذ غزو روسيا قبل ما يقرب من ثلاث سنوات، ونشرت قوات الكرملين الألغام الأرضية المضادة للأفراد بحرية على الخطوط الأمامية، مما أعاق تقدم أوكرانيا في سعيها لاستعادة أراضيها.
وقال المسؤولون إن إدارة بايدن تشعر بقلق عميق إزاء هجمات روسيا على الخطوط الأمامية لأوكرانيا في الأسابيع الأخيرة وترى حاجة ملحة لصد التقدم، مضيفون أن البنتاجون يعتقد أن توفير الألغام من بين أكثر الخطوات المفيدة التي يمكن لإدارة بايدن اتخاذها للمساعدة في إبطاء هجوم روسيا.
وقال أحد المسؤولين إن نوع الألغام الأرضية المضادة للأفراد "غير دائم"، مما يعني أن الألغام تدمر نفسها أو تفقد شحن البطارية لجعلها غير نشطة في غضون أيام أو أسابيع، مما يقلل من الخطر على المدنيين.
وأضاف أن صناع السياسات الأوكرانيين التزموا بعدم نشر الألغام في المناطق المأهولة بالسكان، بينما قال خبراء الحد من الأسلحة إن الألغام غير الدائمة تشكل خطرا على السلامة.
وقال أحد المسؤولين "تهاجم روسيا الخطوط الأوكرانية في الشرق بموجات من القوات، بغض النظر عن الخسائر التي يتكبدونها .. لذا فإن الأوكرانيين يتكبدون خسائر واضحة، وهناك المزيد من المدن والبلدات معرضة لخطر السقوط .. تم تصنيع هذه الألغام خصيصًا لمكافحة هذا بالضبط".
وتابع المسؤول: "عندما يتم استخدامها بالتنسيق مع الذخائر الأخرى التي نزود بها أوكرانيا بالفعل، فإن القصد هو أنها ستساهم في دفاع أكثر فعالية".
وأشارت الصحيفة إلى أن بايدن كان مترددا في تزويد أوكرانيا بالألغام في مواجهة المخاوف داخل إدارته ومن مجموعة واسعة من دعاة مكافحة الألغام الذين يقولون إن الخطر على المدنيين مرتفع بشكل غير مقبول.
ولكن التقدم الذي أحرزته روسيا في ساحة المعركة في الأشهر الأخيرة أجبر البيت الأبيض على إيجاد طرق جديدة لمساعدة كييف، وخاصة بعد فوز الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي تعهد بتوجيه الصراع نحو نهاية سريعة.
وزودت الولايات المتحدة أوكرانيا بألغام كلايمورز، وهي نوع مختلف من الألغام المضادة للأفراد، والتي يتم زرعها فوق الأرض ويتم تشغيلها بواسطة مشغل، مما يجعلها مسموحا بها بموجب اتفاقيات حظر الألغام إذا تم استخدامها بشكل صحيح.
وقال أحد المسؤولين إن استخدام الألغام الجديدة سوف يقتصر على الأراضي الأوكرانية، مع التركيز المتوقع على شرق أوكرانيا حيث حققت القوات الروسية تقدماً كبيراً في منطقة دونيتسك وفي الأشهر الأخيرة اكتسبت أراضي بأسرع معدل منذ عام 2022.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الألغام يمكن أن تساعد القوات الأوكرانية في تعزيز دفاعاتهم من خلال إبطاء قوات الروسية وتوجيههم إلى مناطق يمكن استهدافهم فيها بالمدفعية والصواريخ.
لكن بعض نشطاء حقوق الإنسان اعتبروا أن قرار الولايات المتحدة بتزويد أوكرانيا - وهي دولة موقعة على معاهدة حظر الألغام - وصمة عار ضد واشنطن.