نحتفل في 21 نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للتلفزيون، لمناقشة الأهمية المتزايدة للتلفزيون في عالمنا، وتأثيره في عملية صنع القرار، كوسيلة أساسية في إيصال المعلومة إلى الرأي العام، ومن منطلق تلك المناسبة نستعرض مع أستاذ علم نفس كيف ساهمت الأعمال الدرامية والبرامج في دعم وتلبية احتياجات الأسرة وتقوية أواصرها؟
من جهتها، قالت الدكتورة سوسن فايد أستاذ علم النفس الاجتماعي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، لا أحد ينكر الدور الذي تلعبه الدراما التلفزيونية في تشكيل وعي المجتمع وتوجيه سلوك الأفراد، خاصةً فيما يتعلق بالأسرة، ولكن هناك تحولًا ملحوظًا في المعالجة الدرامية للقضايا الأسرية ومشاكل المرأة في الوقت الحالي، فبينما كانت الدراما في السابق تعكس اهتمامًا كبيرًا بالقيم الأسرية والترابط الاجتماعي، فإن الأعمال المعاصرة تميل إلى التركيز على الصراعات والخلافات، وتقديم نماذج سلوكية غير مرغوبة.
وأضافت أستاذ علم النفس الاجتماعي، أن السبب في تراجع الأعمال الدرامية والبرامج، في دعم مشاكل المرأة والأسرة بشكل فعال ومناسب لطبيعة المجتمع يرجع إلى الهيمنة التجارية والمادية، وسعى بعض القنوات الفضائية الخاصة، ومنصات المشاهدة الإلكترونية، لتحقيق أعلى نسب مشاهدة، مما يدفعها إلى تقديم محتوى يركز على الإثارة والتشويق، حتى لو على حساب القيم والمبادئ، الأمر الذي انعكس سلبًا على البيوت المصرية والمشاهدين، بسبب عرض نماذج تعاني من الخلافات والمشاكل، واختلال منظور الأسرة المثالية، والتركيز على الأزمات الاجتماعية بشكل مبالغ فيه، مما يخلق شعورًا باليأس والإحباط لدى المرأة وأفراد عائلتها.
وقدمت عدة نصائح لعودة هيمنة التلفزيون والأعمال الدرامية، واهتمامه مرة أخرة بالأسرة المصرية، ومنها ما يلي:
-يجب أن تهتم الدراما بتعزيز القيم الأخلاقية والإنسانية، وتقديم نماذج إيجابية للأسر.
- يجب أن تكون هناك رقابة فعالة على المحتوى الدرامي، تضمن تقديم محتوى هادف وبناء.
- يجب دعم المبدعين الذين يسعون إلى تقديم أعمال درامية ذات قيمة فنية وأخلاقية.
-توعية الجمهور بأهمية اختيار المحتوى الدرامي المناسب، وتشجيعهم على مقاطعة الأعمال التي تتنافى مع قيم المجتمع.