أكدت وزيرة التنمية الاجتماعية الأردنية وفاء بني مصطفى، أن المؤتمر الدولي حول "دور المجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدني في تعزيز واحترام حقوق الطفل الفلسطيني"، والمنعقد بالأردن على مدار يومين، هو رسالة إلى العالم والمجتمع الدولي بمدى المعاناة التي يعيشها أطفال قطاع غزة والضفة بشكل خاص والشعب الفلسطيني بشكل عام.
وقالت بني مصطفى، في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، على هامش أعمال المؤتمر، إن المؤتمر يعقد مع توقيت هام للغاية ومناسبة عالمية وهو اليوم العالمي للطفل الذي تصادف مع بداية انعقاد المؤتمر أمس الأربعاء، مشيرة إلى أن هذه أيضا رسالة دعم ومساندة لأطفال غزة والضفة من المشاركين العرب والأجانب في المؤتمر الذي عقد بتنظيم الجامعة العربية ووزارة التنمية الاجتماعية الأردنية ونظيرتها الفلسطينية.
وأضافت أنه رغم مرور أكثر من 400 يوم منذ بدء العدوان الغاشم والإبادة الجماعية على أهالي القطاع ووصل عدد الشهداء لأكثر من 40 ألف شهيد، شكل الأطفال والنساء نسبة 70 بالمئة منهم، إلا أن الصمت الدولي إزاء الانتهاكات الإسرائيلية مازال مستمرا للأسف، مشيرة إلى أن الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني مازال يعمل مع الأشقاء العرب لوقف هذا العدوان وإنهاء تلك المعاناة الإنسانية التي لم يسبق لها مثيل.
ودعت المجتمع الدولي والعالم إلى ضرورة تفعيل منظومة القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني لحماية للمدنيين عامة وللأطفال خاصة بوصفهم من الفئات الأكثر هشاشة وضعفا خلال الحروب والنزاعات، مشيرة إلى أن إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال دأبت منذ عقود على الضرب بقرارات الشرعية الدولية عرض الحائط، وخرق الاتفاقيات والمواثيق الدولية كافة خاصة المتعلقة بحقوق الإنسان، وأهمها اتفاقية حقوق الطفل لعام 1989.
ولفتت الوزيرة إلى أن الأردن بقيادة الملك وأيضا بالطرق الدبلوماسية، وقف بكل صلابة في وجه العدوان الغاشم على غزة والاعتداءات الإسرائيلية كافة في الضفة الغربية، موضحا أن الجهود الدبلوماسية والسياسية التي بذلها وقادها الملك عبد الله الثاني، والحكومة لوقف الإبادة الجماعية، كشفت زيف وكذب الرواية الإسرائيلية لما حدث وعدلت من رؤية المجتمع الدولي لما يدور في غزة.
ونوهت إلى أن هذه الجهود والمواقف الأردنية والعربية أيضا ساهمت في تحويل الكثير المواقف لدى العديد من الدول وتصدت لمطامع التهجير القسري والتوطين وإنهاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، واستطاعت بكل شجاعة واقتدار تقديم مساعدات إنسانية إغاثية ناجزة، مؤكدا أن المساعدات الأردنية ساهمت في كسر الحصار المفروض على مناطق متعددة في القطاع جوا وبرا.
وكانت وزيرة التنمية الاجتماعية الأردنية، قد افتتحت أمس الأربعاء، أعمال المؤتمر الدولي حول "دور المجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدني في تعزيز واحترام حقوق الطفل الفلسطيني" والذي يستمر لمدة يومين بمشاركة عربية ودولية كبيرة.
ويأتي انعقاد المؤتمر تنفيذا للقرار الصادر عن مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب في دورته العادية (42)؛ بهدف مواصلة التحرك العربي على كافة المستويات لمناصرة قضية الشعب الفلسطيني جراء العدوان الإسرائيلي على دولة فلسطين، وما تبعه من انتهاكات غير مسبوقة بحق الأطفال والنساء والمدنيين، في انتهاك واضح للمواثيق الدولية، وللاتفاقية الدولية لحقوق الطفل.
ويتناول المؤتمر عددا من المحاور المهمة حول الانتهاكات الإسرائيلية ضد حقوق الأطفال في فلسطين، وإجراءات النيابة العامة في توثيق جرائم الاحتلال بحق الأطفال، ودور وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في حماية حقوق الأطفال بمخيمات اللجوء، فضلا عن دور المجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدني في حماية حقوق الطفل الفلسطيني، إلى جانب عرض شهادات من الأطفال في ظل العدوان الإسرائيلي.
كما يأتي المؤتمر استكمالا للجهود العربية في توفير الحماية القانونية للشعب الفلسطيني، وتأكيدا على حق الطفل الفلسطيني في الحماية والرعاية للعيش في بيئة آمنة، والتمتع بجميع حقوقه المنصوص عليها في كافة المعاهدات والمواثيق العربية والدولية.