الجمعة 6 ديسمبر 2024

مقالات

مشروع الخارجة.. تنمية تقهر الشائعات

  • 24-11-2024 | 16:26
طباعة

يجسد الحديث عن مشروع العاصمة الإدارية  بالوادى الجديد بمدينة الخارجة رؤية مصر الطموحة نحو تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التوازن التنموي بين مختلف مناطق الجمهورية وهذا المشروع ليس مجرد إقامة تجمعات ذات بنية تحتية حديثة بل هو خطوة استراتيجية نحو تفعيل دور المحافظات النائية وتحويلها إلى مراكز جذب تنموي واقتصادي تسهم في تحقيق رؤية مصر 2030.

ولعل تأسيس المشروع على إقامة مجمع حكومي مميكن يضم المديريات التابعة للوزارات المختلفة إشارة توضح الرغبة في  تعزيز التكامل بين الجهات الحكومية وتقديم خدمات أكثر كفاءة للمواطنين كما أن إنشاء المدينة الرياضية والتي تعتمد بالكامل على التحول الرقمي في تقديم خدماتها نموذج مبتكر في تعزيز الرياضة والسياحة الرياضية ما يرفع من جودة الحياة في المنطقة وهذه المدينة لن تكون مجرد مركز رياضي فحسب  بل منصة لاستضافة الفعاليات الوطنية والدولية ما يساهم في وضع محافظة الوادي الجديد على خارطة السياحة الرياضية.

إن الانتهاء من المرحلة الأولى من المشروع دون ضجيج تعد علامة بارزة على جدية الدولة في تنفيذ خططها التنموية وهذه المرحلة تضمنت إنشاء مباني للجهات الحكومية ومباني للأنشطة التجارية إلى جانب مبنى خاص للتعامل مع الجمهور تم تصميمه وفقا لأحدث معايير التحول الرقمي لتقديم الخدمات بشكل سريع وفعال بالإضافة إلى ذلك تم تنفيذ شبكة طرق ومرافق حديثة تعزز من سهولة التنقل وكفاءة استخدام الموارد ما يهيئ البيئة لدعم الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.

إن الصورة بأكملها تشير دون حاجة إلى تأويل إلى التزام الدولة بتحقيق التنمية المتوازنة فبينما تركز بعض المشروعات القومية على العاصمة والمدن الكبرى يأتي مشروع العاصمة الإدارية الثانية ليؤكد أن التنمية تشمل جميع المناطق بما فيها المحافظات الحدودية مثل الوادي الجديد كما يسلط المشروع الضوء على أهمية التحول الرقمي كركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة حيث يضمن تحسين الخدمات الحكومية والتجارية بشكل يواكب التطورات العالمية.

كما أن المفاجأة الكبرى تكمن في إنجاز المرحلة الأولى من المشروع في وقت قياسي مع الالتزام بمعايير جودة عالية وهذا الإنجاز يعكس قدرة الدولة على تنفيذ مشروعاتها الكبرى بكفاءة ويبعث برسالة طمأنينة للمواطنين بأن الحكومة جادة في تحقيق رؤيتها التنموية بل هذا النجاح يمثل حافزا قويا لاستكمال المراحل المقبلة من المشروع بنفس الحماس والالتزام.

إن مشروع العاصمة الإدارية الثانية بمدينة الخارجة يجسد معنى التنمية الشاملة حيث يتخطى كونه مشروعا عمرانيا ليصبح رمزا لرؤية أوسع تسعى لتحسين جودة الحياة لكل مواطن بغض النظر عن موقعه الجغرافي كما يعكس المشروع الإصرار على إشراك كل مناطق الجمهورية في مسيرة التنمية بما يعزز من الشعور بالانتماء والعدالة التنموية وبينما تتقدم المراحل المقبلة من المشروع يبقى هذا النموذج شاهدا على إرادة الدولة القوية لتحقيق مستقبل أفضل وأكثر استدامة لأبنائها.

أما الرسالة الأهم وارء الحديث عن هذا المشروع فهي أن محاولات إلهاء المجتمع بالشائعات لن تعطل مسيرة التقدم والبناء التي تسعى إليها الدولة ومؤسساتها فتلك الشائعات والتي تهدف إلى نشر الفوضى والتشكيك في الإنجازات تصطدم بوعي المواطنين وإدراكهم لأبعاد المرحلة الراهنة وأهمية التكاتف لمواجهة التحديات.

كما أن الوعي الجماهيري سيبقى هو الحصن الأول في مواجهة مثل هذه المحاولات حيث يدرك الأفراد أن الهدف الأساسي من نشر الشائعات هو صرف الأنظار عن القضايا الأساسية وتعطيل عجلة التنمية والرد على هذه المحاولات لا يكون بالتوقف أو التراجع بل بالمضي قدما في العمل والإنتاج مع تعزيز الثقة المتبادلة بين الشعب ومؤسسات الدولة ولعل الجهود المبذولة في كشف الحقائق ونشر الوعي تعكس التزام الجميع بمواجهة هذه التحديات والتركيز على العمل والبناء يمثل الرد الحقيقي على كل محاولة للتشويش أو الإلهاء فالإنجازات على أرض الواقع هي الدليل القاطع على أن مسيرة التقدم مستمرة وأن هذه المحاولات لن تكون سوى محاولات يائسة تتلاشى أمام العزيمة الجماعية فالمجتمع الذي يعمل بوحدة وتكاتف لا يمكن أن يتأثر بالشائعات بل يستمد منها مزيدا من الإصرار لتحقيق أهدافه بثبات وقوة.