يوافق اليوم ذكري ميلاد الفنان عماد حمدي، الذي رحل عن عالمنا، لكن استطاع أن يترك خلفه العديد من الأعمال الفنية المتميزة الناجحة، التي مازالت خالدة في أذهان الجمهور.
ولد محمد عماد الدين حمدي، الشهير بعماد حمدي في 24 نوفمبر 1909 بمحافظة سوهاج، ودرس والده جزءا كبيرا من الهندسة، وجلس عشر سنوات في فرنسا، حصل على الماجستير والدكتوراه، ووالدته فرنسية.
وقدم عماد حمدى العديد من الشخصيات وتطور أدائه مع كل مرحلة عمرية مر بها، فقدم دور الحبيب والشاب الملتزم فى بداياته ثم أدوار الرجل الشهم وبعدها دخل فى مرحلة أخرى من الشخصيات ما بين الأب الطيب المكافح مثل دوره فى "أم العروسة" أو الأب المستهتر والمدير الظالم مثلما قدم شخصية "شرارة" فى فيلم "أميرة حبى أنا" مع سعاد حسنى وحسين فهمى وكان عماد حمدى له توأمه عبدالرحمن والذى كان نسخة طبق الأصل منه لدرجة لا يمكن لأن التمييز بينهما.
أصيب الفنان عماد حمدى بحالة اكتئاب شديدة فى نهاية حياته خاصة بعد وفاة شقيقه التوأم عبدالرحمن الذى كان يعمل فى السلك الدبلوماسى وكان شديد الشبه والصلة بشقيقه الفنان الكبير، وفقد عماد حمدى بعد وفاة شقيقه البصر وتدهورت حالته الصحية، وأمام هذه الحالة التى أصابت الفنان الكبير الذى لقب فى بدايات حياته بلقب فتى الشاشة الأول، حرصت طليقته وأم ابنه نادر الفنانة فتحية شريف على أن ترعاه وتقوم بخدمته خلال هذه المرحلة الصعبة من حياته، بعد طلاقه من الفنانة نادية الجندى.
وعن الفترة الأخيرة فى حياة الفنان عماد حمدى قال ابنه نادر في تصريحات تليفزيونية :" بعد طلاق والدى من نادية الجندى، قالت لى والدتى "روح هات بابا يعيش معانا"، وبالفعل عاش والدى معنا لمدة عام، ثم انتقل إلى شقة بنفس العمارة، وكانت والدتى ترعاه حتى وفاتها قبله بتسعة أشهر، وأوصتنى بألا أتركه، فكنت طبيبه وسكرتيره وسائقه، وأذهب معه فى كل مكان، وسميت ابنى الكبير باسمه".
وتابع :"عمل والدى بعدها فى بعض المسلسلات، وكان آخر أعماله فيلم "سواق الأتوبيس" مع عاطف الطيب، وكان وقتها مريضًا جدًا، فأدى دوره وهو جالس، كما شارك فى فيلم "العار"، ولم يستطع استكماله، فاستعانوا بعبدالبديع العربى لأداء الدور، أصيب والدى باكتئاب شديد بعد وفاة شقيقه التوأم، وانهار انهيارًا تامًا، وظل لمدة 3 سنوات لا يخرج من البيت، وفقد بصره من شدة الحزن، وكانت والدتى تقوم برعايته وخدمته ".
وعن زيارة الشيخ الشعراوى لوالده قال نادر عماد حمدى :"عرف الشيخ الشعراوى أن والدى يعانى من الاكتئاب، وفى أحد الأيام فوجئ أبى بطرقات على باب الشقة، ففتح ليفاجأ بالشيخ الشعراوى أمامه، وجلس وتحدث معه ليخرجه من الحالة التى كان عليها، وقابلته والدتى وسألته قائلة: "الناس بيقولوا إزاى انتوا منفصلين وعايشين مع بعض، فهل خدمتى وإقامتى معه حرام"، فأجابها بروحه الخفيفة، قائلا:"لا إنتى فيكى حيل ولا هوه فيه حيل، إنتوا الاتنين مكسرين، وأكبر ثواب بتعمليه إنك بتخدمى أبو ابنك، وهو ليس لديه شىء ليعطيه لك، لا صحة ولا فلوس، إنتى بتخدميه لوجه الله، والله هو الذى يحاسب الناس، ومهما عملتى لن ترضى الناس".