تتواتر الأنباء الدالة على قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، بشكل ينهي العدوان الإسرائيلي المتصاعد على أرضه، تحت ذريعة تدمير البنية التحتية لـ"حزب الله"، الذي يشتبك معها منذ أكثر من 13 شهرًا، وذلك بحسب وسائل إعلام عبرية.
اتفاق في لبنان
وزعم إعلام عبري بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أعطى خلال مشاورات أمنية محدودة أجراها -الأحد- موافقة على الاتفاق المطروح لوقف إطلاق النار في لبنان ومن المنتظر أن يُصادق عليه "الكابينت" خلال الساعات المقبلة.
وفي غضون ذلك، أكد ديفيد مينسر، المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، أن بلاده تتجه نحو اتفاق، لكن هناك بعض القضايا التي ما زالت عالقة وتحتاج للمعالجة، دون أن يعطي مزيد من التفاصيل.
وقبل ذلك، قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن "تل أبيب" أعطت للوسيط الأمريكي عاموس هوكشتاين "الضوء الأخضر" للمضي قدمًا نحو توقيع الاتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان.
وزعمت أنه تم تأكيد الموافقة الإسرائيلية على الاتفاق المطروح خلال مشاورة أمنية محدودة أجراها -الأحد- رئيس الوزراء مع عدد من الوزراء في ديوانه.
في سياق متصل، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن رئيس الوزراء سيعقد اليوم الثلاثاء، اجتماعًا للمجلس الوزاري المصغر "الكابينت" للمصادقة على الاتفاق الخاص بالتسوية مع لبنان.
كما أكدت القناة الـ12 الإسرائيلية، أنه تم وضع اللمسات النهائية على نص اتفاق وقف إطلاق النار، أمس، موضحة أن مجلس الوزراء الأمني المصغر سيصادق على الاتفاق في اجتماع، اليوم، ما لم يحدث "شيء خطير" يتسبب في انهياره.
القناة ذاتها، نقلت عن مساعد مقرب من نتنياهو، أن الجيش أبلغه بصفته رئيس الوزراء أن الوقت بات مناسبًا لوقف إطلاق النار في لبنان، وذلك على أساس أنه حقق كافة الأهداف التي حددها بتدمير البنية التحتية للحزب.
وزعم الجيش أنه أزال خطر شن هجمات على شمال إسرائيل من خلال دفع حزب الله إلى التراجع، مع تقليص ترسانته الصاروخية بشكل كبير، موضحًا أن لديه خطط لتوسيع عملياته في لبنان، في حال انهارت الجهود الحالية إلى تحقيق وقف إطلاق النار، بحسب القناة الـ12.
وتطالب إسرائيل من أجل تحقيق أي اتفاق مع لبنان إبقاء حزب الله بعيدًا عن حدودها، إلى جانب السماح لسكان الشمال الإسرائيلي، الذين نزحول على إثر هجماته بالعودة إلى منازلهم، وتجعل من هذين المحورين خطوط عريضة للتفاوض.
وفي الجهة المقابلة، تجدد لبنان تأكيدها على التزامها بالتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي صدر عن في عام 2006، مطالبًا الحكومة اللبنانية بنشر قواتها المسلحة في الجنوب بالتعاون مع قوات "يونيفيل"، وذلك بالتزامن مع الانسحاب الإسرائيلي إلى ما وراء الخط الأزرق.
وأكدت الخارجية اللبنانية، أمس، على التزام بلادها بالتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، لافتة إلى أن لبنان يواجه تحديات عسكرية واقتصادية وسياسية واجتماعية متعددة.
وطالبت بالعودة الآمنة للنازحين إلى قراهم وبلداتهم، موضحة أن الأمن والسلام الدائمين والمستدامين على الحدود اللبنانية الجنوبية يتطلب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية، وإلا فإن الاحتلال المستمر سيولد مقاومة وصراعات محتملة في المستقبل.
نقاط الاتفاق
توجد العديد من النقاط الخلافية بين لبنان وإسرائيل قد تحول بدورها عن تحقيق اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين، حيث يقول موقع "والا" العبري عن مصادر، إن الخلاف الرئيسي بين الطرفين يتمثل في تشكيلة آلية الإشراف على تنفيذ الاتفاق وصلاحياتها.
وكشفت المصادر لـ"والا"، أن هناك 13 نقطة خلافية بشأن الحدود يطالب لبنان بتثبيتها في التسوية، بينما تصر إسرائيل على تأجيل هذه المرحلة إلى وقت لاحق.
لكن الجانب اللبناني وافق على طلب إسرائيل بحرية العمل ضد الأعمال التي "قد تهدد أمنها"، بحسب القناة الـ14 الإسرائيلية، وذلك ما كان يرفضه لبنان لانتهاكه سيادته.
وتحدثت القناة العبرية عن أبرز التفاهمات التي جرى التوصل إليها بالاتفاق، موضحة أنها تتضمن انسحاب حزب الله في جنوب لبنان إلى ما وراء نهر الليطاني ونزع سلاحه في المنطقة بين الليطاني والحدود الإسرائيلية.
وتشمل التفاهمات -وفق القناة- السماح بعودة السكان اللبنانيين غير المسلحين إلى بلدات جنوب لبنان ومنع عودة عناصر الحزب، إضافة إلى الحفاظ على حرية الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان إذا خرق حزب الله الاتفاق وانسحب الجيش اللبناني.
وفي هذا الإطار، صرح وزير خارجية إسرائيل، جدعون ساعر، أمس، بأن أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع لبنان سيتوقف على التنفيذ الذي من شأنه أن يبقي حزب الله منزوع السلاح وبعيدًا عن الحدود.
وعقب حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل في الـ7 من أكتوبر 2023 ضد قطاع غزة، بدأت فصائل في لبنان، ومنها "حزب الله" في فتح جبهة إسناد، بقصف المدن والبلدات الإسرائيلية، وخاصة تلك الواقعة في الشمال، وهو ما قابلته إسرائيل بالمثل، مما تسبب في نزوح عشرات الآلاف على جانبي الخط الأزرق "الفاصل بين البلدين".
وفي الـ23 من سبتمبر الماضي، وسعت إسرائيل هجماتها ضد الأراضي اللبنانية لتشمل معظم مناطق لبنان، بما في ذلك العاصمة بيروت، قبل أن تبدأ لاحقًا غزوًا بريًا في جنوبه.
وإجمالًا، أسفرت الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على لبنان منذ الـ8 من أكتوبر 2023 عن استشهاد 3.768 شخصًا، فضلًا عن إصابة 15.699 آخرين، بحسب آخر المعطيات الصادرة عن وزارة الصحة اللبنانية.