كعادتها التي درجت عليها في عدم الاكتراث للمؤسسات الدولية، أو لمن يتبع لها، تستهدف إسرائيل بشكل متعمد مواقع قوة الـ"يونيفل" التابعة للأمم المتحدة في لبنان، ما أثار سخطا دوليًا واسعًا.
وطالبت إسرائيل من خلال ممثلها الدائم في الأمم المتحدة داني دانون، أن تنتقل قوة اليونيفيل 5 كم إلى الشمال "مع اشتداد القتال" في جنوبي لبنان، لكن الرد جاء بالرفض.
وأكدت اليونيفيل أن الجيش الإسرائيلي طلب إخلاء بعض مواقع القوة، التي تقع على مقربة من الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل، إلا أن القرار بالإجماع كان البقاء.
وجاء تأسيس اليونيفيل في عام 1978، للتأكيد على انسحاب إسرائيل من لبنان، واستعادة الأمن والسلام الدوليين، ومساعدة الحكومة اللبنانية على استعادة سلطتها في المنطقة، وذلك بناءًا على قرار صادر من مجلس الأمن.
وعلى مدى الأيام الماضية، تعرضت قوات اليونيفل، لاعتداءات متعمدة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، ما أسفر عن إصابات في صفوف القوات الأممية، أثير على إثرها موجة إدانات واسعة.
واعتبر لبنان تلك الهجمات الإسرائيلية المتكررة ضد قوات حفظ السلام والطلب منها بشكل غير مشروع إخلاء مواقعها في جنوب لبنان "سابقة خطيرة تؤكد استباحة تل أبيب للشرعية الدولية".
وحمل لبنان إسرائيل مسؤولية الخطر الشديد الذي تتعرض له سلامة وأمن القوات الأممية وراء تلك الاعتداءات المقصودة.
وتابع:"عدم امتثال إسرائيل للمواثيق الدولية، وللقانون الدولي الإنساني قد يشكل جريمة حرب، إضافة إلى انتهاكها الصارخ والمستمر لقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701".
سخط دولي
وبدورها، أدانت مصر بأشد العبارات استهداف الجيش الإسرائيلي لمواقع وتجهيزات تابعة لقوات اليونيفيل في جنوبي لبنان، مؤكدة أن "مواصلة جيش الاحتلال الإسرائيلي جرائمه الشنيعة على مدار عام دون مساءلة دولية قد أدت إلى تمادي جيش الاحتلال في انتهاكاته الفادحة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وتحديه بشكل سافر للمجتمع الدولي".
وفي سياق متصل، طالبت الدول الـ10 غير دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي، بالوقف الفوري لأي هجوم على قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.
واعتبرت أن أي هجوم متعمد على هذه القوات يعد انتهاكًا خطيرًا للقرار1701 وللقانون الإنساني الدولي، داعية إلى تحقيق وقف فوري لإطلاق النار في لبنان والامتثال الصارم للقانون الدولي.
ومن جهتها، ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية، أن وزير الدفاع لويد أوستن عبر عن قلقه العميق، بسبب أنباء عن إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على مواقع تابعة لقوة اليونيفيل.
وطالب أوستن -في اتصال مع نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت- بضرورة ضمان سلامة وأمن قوة الأمم المتحدة المؤقتة لحفظ السلام في لبنان والقوات المسلحة اللبنانية.
وفي هذا الإطار، أكدت فرنسا أن بلادها لن تقبل بأي هجوم آخر لإسرائيل على قوات حفظ السلام الأممية "يونيفيل" جنوبي لبنان.
وفي الـ23 من سبتمبر الماضي، وسعت إسرائيل هجماتها على الأراضي اللبنانية، تلاها بدء توغلًا بريًا في منطقة الجنوب، ما خلف ما يزيد عن 1400 شهيد، فضلًا عن أكثر من 4000 مصاب.