الثلاثاء 1 اكتوبر 2024

بدعم أمريكي.. الاحتلال يبدأ علمية برية داخل لبنان وتحذيرات من رد حزب الله

الحدود اللبنانية-الإسرائيلية

تحقيقات1-10-2024 | 11:21

محمود غانم

كما كان متوقعا بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، شن عملية عسكرية برية في جنوبي لبنان، هي الأولى من نوعها منذ عام 2006.

ويقول جيش الاحتلال إن عمليته تستهدف إعادة سكان الشمال إلى مستوطناتهم، وذلك بعد نحو أسبوع طالت فيه الغارات الإسرائيلية نواح متفرقة من الأراضي اللبنانية، مخلفة مئات القتلى والجرحى.

 عملية برية في لبنان

وذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي أن قواته بدأت عملية عسكرية برية مركزة في جنوبي لبنان، زاعمًا أنها تشمل عددًا من القرى القريبة من الحدود.

وأوضح جيش الاحتلال، أنه يعمل وفقًا لخطة منتظمة تشرف عليها هيئة الأركان العامة والقيادة الشمالية، مشيرًا إلى أن العملية البرية تستهدف إعادة سكان الشمال إلى بيوتهم، ويرافقها مساندة جوية ومدفعية، وفق قوله.

وعلى وقع ذلك، أفاد موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مسؤولين إسرائيليين، قولهم إن "العملية البرية التي أطلقها الجيش الإسرائيلي في لبنان مركزة ومحدودة ولا تهدف إلى احتلال جنوب لبنان".

وصاحب العملية غارات مكثفة على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، وفق وسائل إعلام لبنانية، أشارت إلى أن المقاتلات الإسرائيلية شنت 8 غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية في مناطق الليلكي، والمريجة، وحارة حريك وبرج البراجنة.

دعم أمريكي

في غضون ذلك، أفادت وزارة الدفاع الأمريكية، بأن الوزير لويد أوستن بحث مع نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت هاتفيًا التطورات الأمنية والعمليات الإسرائيلية في جنوب لبنان.

وتوعد أوستن طهران بأنها ستتعرض لعواقب وخيمة إذا اختارت شن هجوم عسكري مباشر على إسرائيل، وفق الوزارة، التي أشارت إلى أن الجانبين اتفقا على ضرورة تفكيك البنية التحتية على طول الحدود مع لبنان، لضمان عدم شن حزب الله اللبناني هجمات على إسرائيل، على غرار هجوم السابع من أكتوبر الماضي، الذي شنته الفصائل الفلسطينية.

وأكد وزير الدفاع الأمريكي لنظيره الإسرائيلي دعم بلاده لما وصفه بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد إيران وحزب الله اللبناني، مشددًا على ضرورة التوصل لحل دبلوماسي لعودة المدنيين، إلى منازلهم على جانبي الحدود بين إسرائيل ولبنان.

في الأثناء، قالت وكالة أسوشيتد برس، نقلا عن مجلس الأمن القومي الأمريكي، إن عمليات إسرائيل المحدودة في لبنان تندرج ضمن حقها في الدفاع عن النفس، مضيفًا أن التوسع في مهمة إسرائيل بلبنان قد يكون خطيرًا، وأنه سيتم بحث ذلك.

 حزب الله يتصدى

في المقابل، قال حزب الله، إن مقاتليه استهدفوا تحركات لجنود العدو الإسرائيلي في البساتين المقابلة لبلدتي‏ العديسة وكفركلا بالأسلحة ‏المناسبة، وحققوا فيهم إصابات مؤكدة، موضحًا أن ذلك جاء "دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسنادًا لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشريفة، ودفاعًا عن لبنان ‏‏وشعبه".

ولاحقًا، أعلن الحزب استهداف قوة لجنود العدو الإسرائيلي ‏عند بوابة مستعمرة شتولا بالقذائف المدفعية، مشيرًا إلى تحقيق إصابات مباشرة، إضافة إلى استهداف جنود إسرائيليين في موقع المطلة بقذائف المدفعية، مؤكدًا تحقيق إصابات مباشرة.

وسبق ذلك، تأكيد الحزب أنه مستعد لأي عملية برية إسرائيلية وقواته جاهزة للالتحام البري، وذلك رغم الضربات المتتالية التي تعرض لها على مدى الأيام الماضية.

من جهتها حاولت الحكومة اللبنانية تدارك الموقف المتأزم، بالتأكيد على استعدادها لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، وما يقتضيه من إرسال الجيش اللبناني إلى جنوبي نهر الليطاني.

وفي عام 2006، تبنى مجلس الأمن الدولي ـ بالإجماع ـ قرارا حمل رقم 1701، يطالب الحكومة اللبنانية بنشر قواتها المسلحة في الجنوب، بالتعاون مع قوات يونيفيل، وذلك بالتزامن مع الانسحاب الإسرائيلي إلى ما وراء الخط الأزرق.

وسابقا خلص تقرير لـ"بلومبرج"، إلى أن إسرائيل تستعد لغزو بري محتمل لدفع حزب الله على الأقل خمسة كيلومترات بعيدًا عن الحدود بين إسرائيل ولبنان.

ويؤكد التقرير أن إسرائيل تسعى لتحقيق مكاسب عسكرية قبل أي وقف محتمل لإطلاق النار، وذلك يشير إلى أن هناك مخاطر كبيرة لتصعيد الصراع إذا ما مضت إسرائيل في خططها للغزو البري.

وفي شأن إمكانية تدمير قدرات حزب الله، أكد مسؤولون أمريكيون أن إسرائيل ستجد صعوبة في تحقيق ذلك، إذا بدأت غزوًا بريًا لمعقل الحزب في جنوب لبنان.

وبحسب ما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عنهم، فإن تضرر المدنيين سيكون أكبر مما حصل في قطاع غزة إذا قررت إسرائيل مهاجمة ترسانة الحزب.

ورجح المتابعون اتخاذ حزب الله لإجراءات أشد ضد إسرائيل، ردًا على اغتيالها لأمينه العام حسن نصر الله، خلال غارات استهدفت المقر الرئيسي للحزب بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.