اجتنبابًا لتنفيذ عملية توغل بري في الأراضي اللبنانية، طالبت تل أبيب تحريك حزب الله إلى شمال نهر الليطاني جنوبي لبنان ونزع سلاحه، حتى يتحقق وقف إطلاق النار، في وقت تسعى فيه الحكومة اللبنانية بجهود حثيثة للتدراك الموقف المتأزم.
غزو بري وشيك
وفي هذه الأثناء، أفادت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤول أمريكي، بأن إسرائيل أبلغت واشنطن بأنها تخطط لشن عملية برية محدودة في لبنان قد تبدأ قريبًا.
وتخطط إسرائيل لحملة أصغر من حربها الأخيرة ضد حزب الله عام 2006، وستركز على "تطهير" البنية التحتية لحزب الله لإزالة أي تهديد على الحدود الشمالية، حسبما يذكر المسؤول، الذي أشار إلى أن خطط إسرائيل للعملية البرية المحدودة متوافقة مع الولايات المتحدة، حيث تفاهما على عدم تكرار ما حدث بغزة في لبنان.
وبحسب المصدر ذاته، فإن إسرائيل قلصت خططها لغزو بري واسع، لتركز على عملية تشمل فقط تدمير منصات إطلاق الصواريخ.
في مسار مواز، أكدت شبكة "سي بي إس" عن مسؤول أميركي أن إسرائيل أبلغت واشنطن بأن العملية البرية التي ستشنها جنوب لبنان وشيكة، وقد تبدأ الليلة.
ولاتخفي إسرائيل نيتها في ذلك، حيث أكد وزير دفاعها بشكل غير مباشر اعتزامها تنفيذ اجتياح بري لجنوبي لبنان على وقع تصاعد المواجهات مع حزب الله بشكل غير مسبوق منذ عام 2006.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يؤاف جالانت، الإثنين، أثناء إجراء زيارة على مقربة من الحدود الشمالية :"مستعدون لبذل كل جهد ممكن وسنقوم بتفعيل كل ما هو ضروري، قواتكم والقوات الأخرى، من الجو والبحر والأرض".
وعلى عهدة موقع "أكسيوس" الأمريكي، فإن مسؤولين إسرائيليين قالوا: "نستعد لغزو بري وشيك يركز على القرى القريبة من الحدود في جنوبي لبنان".
وأخيرًا، ذكر الجيش الإسرائيلي، أنه قرر إقامة منطقة عسكرية مغلقة في المطلة ومسغاف عام وكفر جلعادي شمالي إسرائيل.
بالمقابل، أكد حزب الله، أنه مستعد لأي عملية برية إسرائيلية وقواته جاهزة للالتحام البري، وذلك رغم الضربات المتتالية التي تعرض لها على مدى الأيام الماضية.
شروط وقف إطلاق النار
ولن تقبل إسرائيل بوقف إطلاق نار في لبنان، إلا في حال تحريك حزب الله إلى شمال نهر الليطاني جنوبي لبنان ونزع سلاحه، حسبما أوردت هيئة البث الإسرائيلية عن وزير الخارجية يسرائيل كاتس، الذي أكد على أن التنفيذ الكامل لجميع قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن لبنان هو وحده الذي سيحقق وقف إطلاق النار.
وفي محاولة للتدراك الموقف المتأزم، أكدت الحكومة اللبنانية استعداد بلادها لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، وما يقتضيه من إرسال الجيش اللبناني إلى جنوبي نهر الليطاني.
وفي عام 2006، تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار رقم 1701، الذي طالب الحكومة اللبنانية بنشر قواتها المسلحة في الجنوب بالتعاون مع قوات يونيفيل، وذلك بالتزامن مع الانسحاب الإسرائيلي إلى ما وراء الخط الأزرق.
إلى ذلك، خلص تقرير لـ"بلومبرج"، إلى أن إسرائيل تستعد لغزو بري محتمل لدفع حزب الله على الأقل خمسة كم بعيدًا عن الحدود بين إسرائيل ولبنان.
ويؤكد التقرير أن إسرائيل تسعى لتحقيق مكاسب عسكرية قبل أي وقف محتمل لإطلاق النار، وذلك يشير إلى أن هناك مخاطر كبيرة لتصعيد الصراع إذا ما مضت إسرائيل في خططها للغزو البري.
وفي شأن إمكانية تدمير قدرات حزب الله، أكد مسؤولون أمريكيون، أن إسرائيل ستجد صعوبة في تحقيق ذلك إذا بدأت غزوًا بريًا لمعقل الحزب في جنوب لبنان.
وبحسب ما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عنهم، فإن تضرر المدنيين سيكون أكبر مما حصل في قطاع غزة إذا قررت إسرائيل مهاجمة ترسانة الحزب.
ورجحوا "اتخاذ حزب الله إجراءات أشد ضد إسرائيل ردًا على اغتيالها أمينه العام حسن نصر الله" خلال غارات استهدفت المقر الرئيسي للحزب بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.