ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن أوكرانيا تسعى في الوقت الحالي لإقناع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بأن استمرار المساعدات العسكرية الأمريكية لكييف يصب في مصلحة الولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة في مقال شارك في كتابته دافيد ستيرن وسيوبان أوجرادي، إلى أن الجانب الأوكراني يسعى لإقناع ترامب أن المساعدات التي تقدمها الإدارة الأمريكية لكييف ليست على سبيل الصدقة ولكنها تسهم في تعزيز أمن الولايات المتحدة.
وأوضح المقال أن القلق ينتاب الجانب الأوكراني مع اقتراب دخول ترامب البيت الأبيض في يناير القادم بسبب احتمال توقف المساعدات الأمريكية لتعزير قدرات القوات الأوكرانية في حربها ضد روسيا، مشيرا إلى أن العديد من المسئولين الأوكرانيين يعكفون على دراسة السبل الكفيلة لإقناع ترامب أن استمرار المساعدات الأمريكية والحفاظ على قوة أوكرانيا يصب في مصلحة واشنطن ويخدم أهدافه السياسية وأنه إذا كان يسعى لاستعادة أمجاد الولايات المتحدة فيجب عليه حماية أوكرانيا والدفاع عنها في مواجهة القوات الروسية.
وفي الوقت نفسه مازال الجانب الأوكراني يحدوه الأمل أن يتمكن الرئيس الأمريكي القادم من وضع نهاية لتلك الحرب على نحو يحافظ على مصالح كييف، خاصة بعد إعلان ترامب أن تكلفة الحرب في أوكرانيا باهظة ويجب وضع نهاية لها في أقرب وقت ممكن مما أثار الكثير من المخاوف في أوكرانيا من توقف المساعدات الأمريكية لكييف بهدف دفعها لتقديم تنازلات لروسيا من أجل أنهاء الحرب بينهما.
وفي سياق متصل، يلفت المقال إلى تقديرات المراقبين السياسيين أن قدرة أوكرانيا على استمالة ترامب من أجل استمرار المساعدات الأمريكية تتوقف إلى حد بعيد على قدرة الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي على إقناعه بوجهة النظر الأوكرانية.
ويشير المقال إلى أن أوكرانيا تلوح بما لديها من احتياطات هائلة من الموارد الطبيعية التي يمكن للولايات المتحدة الاستفادة منها اقتصاديا مثل المخزون الأضخم في أوروبا من الغاز الطبيعي والمعادن المهمة مثل الليثيوم والتي يمكن استخدامها من جانب واشنطن في صناعات مثل الشرائح الرقيقة والسيارات الكهربائية.
ويضيف المقال في الختام" أنه إذا كانت أوكرانيا تسعى لإقناع ترامب بوجهة نظرها فيما يخص استمرار الدعم الأمريكي لها، عليها أن تخاطب الجانب الاقتصادي للرئيس ترامب كرجل أعمال والذي يشكل توجهاته فيما يخص السياسة الخارجية لبلاده".