أكد الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) جمال اللوغاني ، حرص المنظمة على المتابعة الدورية لآخر المستجدات في السوق العالمية للغاز الطبيعي والهيدروجين وإبراز انعكاساتها على الدول العربية التي تحتل مكانة متقدمة على الخارطة العالمية للطاقة.
وقال اللوغاني - في تصريح له اليوم الخميس بمناسبة إصدار المنظمة تقريرا متخصصا عن (تطورات الغاز الطبيعي المسال والهيدروجين الربع الثاني والثالث لعام 2024) - إن التقرير يستعرض أبرز تطورات قطاع الغاز الطبيعي المسال العالمي والموقف الاستثماري في مشاريع الغاز الطبيعي المسال المخطط تنفيذها وفق آخر المستجدات والتطورات الدولية والعربية حول دورالهيدروجين في عملية تحول الطاقة خلال الربعين الثاني والثالث وحالة الصناعة خلال الأشهر التسعة الأولى من 2024.
وأضاف أن التجارة العالمية للغاز الطبيعي المسال حققت نموا متواضعا خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي بلغت نسبته 9ر1 بالمئة على أساس سنوي عازيا ذلك إلى محدودية نمو الإمدادات في السوق العالمي لعدم دخول مشاريع جديدة على خريطة الإنتاج علاوة على التراجع الحاد في صادرات الغاز الطبيعي المسال من بعض الدول المصدرة إثر نمو الطلب المحلي على الغاز وتراجع إنتاجها من الغاز.
وأوضح أنه كان لذلك أثر على الأسعار الفورية التي اتخذت مسارا تصاعديا في الأسواق الأوروبية والآسيوية لتحقق مكاسبا تجاوزت 30 في المئة خلال الربع الثالث من العام الحالي مقارنة بالربع الأول من العام نفسه.
وأشار إلى وصول إجمالي صادرات الدول العربية من الغاز الطبيعي المسال إلى نحو 2ر82 مليون طن وبحصة سوقية بلغت 9ر26 في المئة بالأشهر التسعة الأولى من 2024 وهي أقل بنحو 4ر2 مليون طن عن الفترة المماثلة من العام 2023 عازيا ذلك التراجع إلى انخفاض الصادرات من الجزائر وتوقف الصادرات من مصر بداية مايو الماضي.
وفيما يتعلق بالهيدروجين أفاد اللوغاني بأنه بات واضحا العزم الدولي للاستثمار في الهيدروجين وإدراجه ضمن خطط الطاقة الوطنية حيث تم تجسيد ذلك من خلال ارتفاع عدد الدول التي أعدت خططا واستراتيجيات وطنية للهيدروجين إلى 58 دولة بنهاية سبتمبر الماضي.وبين أن إجمالي المستهدف وفقا للأهداف الحكومية المعلنة في الدول الراغبة في الاستثمار في الهيدروجين وصل إلى 260 غيغاواط من أجهزة التحليل الكهربائي بحلول عام 2030.
وقال اللوغاني إن التقدم الراهن في المشاريع الاستثمارية للهيدروجين الأخضر التي تم الإعلان عنها أخيرا يجعل من الصعب تحقيق تلك الأهداف الحكومية في موعدها حسب توقعات (أوابك) وصعوبة تحقيق سيناريو صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2030.
وأضاف أن الدول العربية كانت حاضرة في المشهد العالمي للهيدروجين واستطاعت توقيع عدة مذكرات تفاهم مع الشركاء الدوليين في مجال إنتاج واستغلال الهيدروجين خلال 2024 لافتا إلى ذلك أسفر عن ارتفاع عدد المشاريع المعلنة في الدول العربية حتى نهاية الربع الثالث في عام 2024 إلى 122 مشروعا.
وأكد أن نجاح الدول العربية في تجسيد هذه المشاريع سيمكنها من أداء دور مهم في السوق العالمية والظفر بحصة جيدة من هذا السوق الواعد لتضيف إلى موقعها الريادي في أسواق الطاقة دورا جديدا كمصدر للهيدروجين بجانب دورها التاريخي مصدرا عالميا لإمدادات النفط والغاز منذ عدة عقود.