يحتفي العالم اليوم بكل إجلال وتكريم لشعب صامد يواجه التحديات بإرادة صلبة وعزيمة لا تلين، باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يوافق 29 نوفمبر. ففلسطين، هذه الأرض المقدسة التي رسخت في التاريخ كأرض للمعاناة المحمّلة بالأمل والآلام، والبكاء الممزوج بالعزيمة والإصرار، تستحق من العالم كل التضامن والدعم.
وفي هذه المناسبة، نستعرض ما كتبه المفكر إميل زيدان في مجلة «الهلال» بتاريخ 1 يناير 1945، والذي أكد في مقالته أن قضية فلسطين هي قضية العالم العربي.
مركز الدائرة للعالم العربي
واشار زيدان إلى أن مصير فلسطين يهم جميع البلاد العربية بل يرتبط بصميم كيانها، فالعناية بها ليست من قبيل العطف " الأفلاطوني"، أو المناصرة الكلامية.. إن نظرة إلى الخريطة تكفي للاقتناع بأن فلسطين بمنزلة مركز الدائرة للعالم العربي.
مكانتها المقدسة
وأوضح زيدان، أن فلسطين - فضلاً عن مكانتها المقدسة لدى المسلمين والمسيحيين على السواء - هي جسر المواصلات بين البلاد العربية والطريق الذي لا غنى عنه للجمع بين المصري والعراقي والسوري واللبناني وغيرهم من أبناء العربية.
وأضاف، لن تقوم للوحدة العربية قائمة ما لم تحتفظ فلسطين بصبغتها العربية ويؤمن أهلها العرب على مستقبلهم. وأكد أن المطامع الصهيونية لا تقف عند حدود فلسطين بل أن برنامج الصهيونيين يشمل السيطرة - المالية والاقتصادية في الأقل - على الجانب الأكبر من الشرق العربي – بعد أن يستقروا طبعا في فلسطين وتصبح لهم فيها الأكثرية.
أقرب الجيران إلى مصر
وأختتم زيدان بأن عرب فلسطين هم أقرب الجيران إلى مصر، وقد خضعت بلادهم لمصر فترة غير قصيرة في أيام محمد علي الكبير، وما زال الفلسطينيون يذكرون عهد إبرهيم باشا وعدله المشهور وفي فلسطين آثار مصرية من مختلف العهود وجاليات وعائلات مصرية كبيرة