الجمعة 29 نوفمبر 2024

ثقافة

من حافظ إبراهيم إلى الثورة العرابية.. حكاية مقهى «متاتيا» ملتقى كبار الشعراء والمفكرين

  • 29-11-2024 | 19:21

صورة أرشيفية

طباعة
  • بيمن خليل

تظل المقاهي المصرية والعربية بمثابة ملتقى لأبرز الشخصيات الثقافية والفكرية في مختلف المجالات، من الأدب والفن إلى السياسة والاقتصاد، تزخر مصر بالعديد من المقاهي العريقة ذات التأثير التاريخي، حيث يمثل المقهى أكثر من مجرد مكان للتسلية أو الاسترخاء، فقد احتضنت المقاهي شرائح مجتمعية متعددة تحت سقف واحد، واكتسبت شهرتها من كبار الشخصيات المؤثرة

ونستعرض أشهر المقاهي بمصر والوطن العربي  مما لهم من تاريخ وأثر.. مقهى متاتيا

يعد مقهى "متاتيا" من أكبر المقاهي مساحة في القاهرة وأهمها من حيث الموقع، حيث كان يطل على ترام العتبة الشهير الذي أنشأه الخديوي إسماعيل، واحتل المقهى واجهة العمارة المطلة على الميدان.

أخذ المقهى اسمه من عمارة "متاتيا" الشهيرة التي تقع فيها، وهي واحدة من أبرز عمارات العتبة التي سُميت على اسم المهندس الإيطالي الذي قام بتصميمها.

تم بناء العمارة في أواخر القرن التاسع عشر، تحديدًا في عام 1875م، وتُعد واحدة من أشهر المباني في المنطقة لعدة أسباب، منها وجود "لوكاندة مصر" فيها، إضافة إلى أن المهندس "متاتيا" جلب فرق الأوكروبات الأوروبية التي قدمت عروضها أسفل العمارة.

كان يقع المقهى في منطقة العتبة الخضراء بوسط القاهرة وهومن أبرز المقاهي ذات التاريخ العريق، حيث كان ملتقى هامًا للمفكرين والسياسيين في تلك الحقبة.

انطلقت من هذا المقهى دعوات التفكير والتنوير قبيل الثورة العرابية، وكان يجمع كافة شرائح المجتمع المصري.

شهد المقهى العديد من الفترات الأدبية المتميزة في مصر، وكان مقرًا دائمًا للشاعر حافظ إبراهيم، الذي كتب أجمل قصائده فيه.

كما جمع المقهى مجموعة من أعلام الشعر مثل المازني، وإمام العبد، والمويلحي، وعبد العزيز البشري، وغيرهم من كبار الأدباء.

تم هدم مقهى "متاتيا" بسبب تدهور حال العمارة وتهالك جدرانها. ومع ذلك، ظل أثر هذا المقهى محفورًا في ذاكرة التاريخ الأدبي والثقافي للمجتمع المصري.

الاكثر قراءة