فى مثل هذا اليوم 1 ديسمبر من عام 1889م، صدر العدد الأول من جريدة المؤيد، التي ترأس تحريرها الشيخ على يوسف، كانت أول جريدة يومية يصدرها مصري، وواحدة من أهم الصحف التي شكّلت ملامح الصحافة العربية وأثرت في مجريات الأحداث الثقافية والسياسية في العالم العربي.
جريدة "المؤيد" هي جريدة مصرية أسسها الشيخ علي يوسف والشيخ أحمد أبو ماضي، كان الشيخ أبو ماضي أول رئيس تحرير لها، وبعد وفاته تولى الكاتب المصري علي يوسف منصب رئيس التحرير، كانت الجريدة من أبرز الصحف في الوطن العربي حتى توقفت عن الصدور.
منذ إصدارها الأول، حملت جريدة "المؤيد" راية الحرية الفكرية والدفاع عن حقوق الشعوب، وأسهمت في نشر الوعي وتعزيز قيم الحق والعدالة، كما نشرت كتاب "تحرير المرأة" لقاسم أمين، مما يعكس رؤية الشيخ علي يوسف المستنيرة في مواقفه تجاه المرأة المصرية.
اتّبعت "المؤيد" سياسة ذكية حيث وفرت مساحة للمعارضين والمؤيدين على حد سواء، فكانت بمثابة مدرسة صحفية كبيرة، نشرت مقالات لكبار الشخصيات السياسية والفكرية والثقافية في مصر مثل سعد زغلول، مصطفى كامل، عباس العقاد، إبراهيم الهلباوي، إسماعيل أباظة، قاسم أمين، أحمد فتحي زغلول، حافظ عوض، والمنفلوطي، وغيرهم.
أُصدرت الصحيفة في البداية لمواجهة صحيفة "المقطم" الموالية للاحتلال البريطاني، وأعلنت أنها تسعى لنشر الأخبار والآراء الصادقة، تمكنت "المؤيد" من نشر البرقيات السرية التي كان يرسلها قائد الجيش المصري إلى وزير الحربية حول أوضاع الجيش المصري في السودان، وأبرزها البرقية التي بعث بها كتشنر، والتي أورد فيها أن الوباء كان يفتك بالجنود المصريين في السودان، مما أثار الذعر بين الجنود.
أمر كتشنر بإجراء تحقيق مع الشيخ علي يوسف لمعرفة كيفية تسريب البرقيات، لكن الشيخ يوسف رفض الكشف عن مصادره في مكتب التلغراف الذي سرب له البرقية، ترافع الزعيم محمد فريد، الذي خلف مصطفى كامل بعد وفاته، عن يوسف في المحكمة، التي حكمت ببراءته وبراءة "المؤيد"، لكنها قضت بحبس موظف التلغراف توفيق كيرلس.
كانت "المؤيد" منبرًا للأصوات الحرة والمثقفين، وجسّدت الروح النضالية للأمة العربية في مواجهة التحديات المختلفة، وقدّمت الجريدة على مدار تاريخها نخبة من الأدباء والكتاب والمفكرين الذين ساهموا بأقلامهم في إثراء الساحة الفكرية والأدبية.