اختيرت من قبل مجلة التايمز كواحدة من بين أجمل عشر نساء في العالم خلال حقبة الأربعينيات، وامتدت مسيرتها الفنية الحافلة لأكثر من سبعة عقود، وتركت بصمتها قوية في تاريخ الفن المصري والعربي، إنها «سمراء النيل» الفنانة مديحة يسري.
قدمت مديحة يسري في مشوارها رصيدًا فنيًا كبيرًا يزيد عن 90 فيلمًا، منهم كما اشتركت في العديد من المسلسلات منها هوانم جاردن سيتي، وقدمت عددًا كبيرًا من الأدوار المتنوعة بين الكوميديا والتراجيديا وتنوعت أدوارها بين أدوار الابنة والحبيبة ثم الأم في مراحل متقدمة، وقدمت أفلامًا تعد من علامات السينما و اختيرمنهم أربعة ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.
ونهلت الفنانة مديحة يسري من خلال بعض أفلامها، شخصياتها الدرامية من روائع الأدب العالمي، من دول مختلفة وثقافات متباينة، والتي ألفها روائيين ومسرحيين من أشهر أدباء العالم، سطروا بأقلامهم المآسي العظيمة، والكوميديا الراقية، والروايات العالمية الخالدة.
من مسرح شكسبير
فيلم ممنوع الحب عام 1942م.. كان أول ظهور لمديحة يسري، مشاركتها في فيلم «ممنوع الحب»، وذلك بعد ما اكتشفها المخرج محمد كريم كصاحبة وجه مبتسم، والفيلم خامس فيلم سينمائي لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وتشاركه البطولة الفنانة رجاء عبده، ومشاركة عبد الوارث عسر، ليلى فوزي وآخرين، والفيلم تأليف عباس علام سيناريو وإخراج محمد كريم.
وفيلم «ممنوع الحب»، كوميدي فكاهي يدور حول صراع بين عائلتين لأسباب غير مبررة ولذلك فقصة الفيلم يختلف عن القصة المقتبس منها وهي مسرحية «روميو وجولييت» واحدة من أشهر مآسي المسرحي الأشهر في العالم ويليام شكسبير.
وتحكي قصة الفيلم عندما يصل لـ «عزيز» تلغراف كاذب بوفاة والده عبد الغفار باشا، وفي القطار يتقابل مع فكرية ابنة العدو اللدود لوالده، لكنه يعرف حقيقة استدعائه للبلدة لكي يناصر والده في حملته العدائية لأبو المجد والد فكرية، إلا أنه يحاول الصلح بين الطرفين، وفي الوقت نفسه يحاول التقرب من فكرية وتتوالى الأحداث.
فاطمة وماريكا وراشيل.. اُنتج الفيلم عام 1949م، من بطولة محمد فوزي، ومديحة يسري،قصة وسيناريو وحوار أبو السعود الإبياري وإخراج حلمي رفلة.
والفيلم عن قصة زواج فيجارو لبومارشيه، هي أوبرا ألفها موزارت في عام 1786م، وتعتبر أوبرا «زواج فيجارو» من مؤلفات موزارت الذي اشتهر بابتعاده في أعماله عن تقاليد من سبقه وبحثه عما يلامس الناس، وقصة الأوبرا مستوحاة من قصة «زواج فيجارو» للكاتب الفرنسي الشهير بومارشيه، كانت هذه القصة تكملة لقصة سبقتها كتبها بومارشيه هي «حلاق إشبيلية»، وتدور الأحداث في إشبيلية في القرن الثامن عشر.
فيما يقدم قصة الفيلم «فاطمة وماريكا وراشيل» رحلة الفتى الثري«يوسف» الذي يدخل في أكثر من علاقة مع ثلاث فتيات من ثلاث ديانات مختلفة، راشيل اليهودية التي يدعي أمامها أنه من نفس دينها، وماريكا اليونانية المسيحية التي تكتشف راشيل علاقته بها، وفاطمة المسلمة التي يحاول والده أن يزوجه إياها، والتي تقدم شخصيتها الفنانة مديحة يسري، ويقدم محمد فوزي ومشاركة نخبة من نجوم الفن الجميل من بينهم إسماعيل ياسين، عبد السلام النابلسي، لولا صدقي، عبد الوارث عسر.
كوميديا موليير
كيد النساء.. أُنتج عام 1950م، بطولة كمال الشناوي ومديحة حمدي، حسن كامل، حسن فايق، هاجر حمدي، سيد سليمان، ثريا فخري، فاخر فاخر، ثريا حسن، سعيد أبو بكر، وآخرين، قصة وسيناريو وحوار علي الزرقاني وشارك في السيناريو والحوار وأخرجه كامل التلمساني.
وقصة الفيلم مستوحاة من مسرحية «مدرسة الأزواج» للكاتب الفرنسي العالمي الشهير موليير، والذي يُعد أحد أهم أساتذة الملهاة في تاريخ الفن المسرحي الأوروبي، فهو مُؤَسٌِسُ «الكوميديا الراقية»، وتمتاز مسرحياته بالبراعة، ومن أشهرها «مدرسة الأزواج» المقدم عنها الفيلم.
وفي فيلم «كيد النساء» يقوم الثري منير بتربية طفلة يتيمة في الريف، وتقوم برعايتها امرأة بلهاء، وكان يهدف إلى أن تعيش في جو الريف كي لا تتعلم كيد النساء، تكبر الفتاة، ويظهر جمالها، ويُعجب الثري بها، لكنها تبادل الحب شاب في سنها، تبدأ الفتاة في إعطاء دروسٍ لمربيها لتُبين له قدرتها على إثبات كيد النساء، يحتال الثري لكي تقبل حبه، لكنها تتمسك بحبيبها، وتقدم مديحة يسري في الفيلم شخصيتين «سنية/ علية».
من الأدب الفرنسي
أمير الانتقام.. فيلم سينمائي مصري، أنتج عام 1950م للمخرج هنري بركات، والذي قدم له أيضالا السيناريو والحوار بمشاركة يوسف جوهر، عن القصة العالمية «الكونت دي مونت كريستو.. Le Comte de Monte-Cristo.» للكاتب العالمي الفرنسي ألكسندر دوماس، الذي تُرجمت رواياته إلى العديد من لغات العالم، ويُعد أحد أكثر المؤلفين الفرنسيين شهرة على الإطلاق، ويذكر الباحثون أن الرواية مستوحاة جزئيا من أحداث حقيقية، كانت الرواية المصرية القديمة «الملاح التائه» من الأدب المصري ابقديم لها اثر كبير في هذه الرواية.
وتدور أحداث الفيلم حول «حسن الهلالي» البحار الفقير الذي يتعرض لمكيدة من جانب أصدقائه في العمل ويدخل على إثرها السجن تاركا والده وحبيبته يوم زواجه، ويستطيع حسن الهلالى الهروب من السجن ويترك له أحد أصدقائه ميراث ضخم ليتحول بعدها إلى ثري ويستخدم هذا الثراء في الانتقام من الأشخاص الذين زجوا به في السجن.
والفيلم من بطولة أنور وجدي يقدم شخصية «حسن الهلالي» ومديحة يسري في شخصية «ياسمينا» فريد شوقي «جعفر»كمال الشناوي «شاهين»سراج منير «بدران» حسين رياض «الشيخ جلال» محمود المليجي «متولي»، سامية جمال في دور «زمردة»، ومشاركة الفنان الرائد علي الكسار.