شهد ميناء تريستا الإيطالي احتفالية كبرى بمناسبة تشغيل خط "الرورو" المصري-الإيطالي، الذي يمثل نقلة نوعية في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حضر الفعالية الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية ووزير الصناعة والنقل، إلى جانب ماتيو سالفيني، نائب رئيس الوزراء ووزير النقل والبنية التحتية الإيطالي، وعدد من كبار المسؤولين وقيادات قطاع النقل البحري. تزامن الحدث مع وصول أول رحلة تجارية عبر هذا الخط، الذي يعزز الروابط التجارية والاقتصادية بين مصر وإيطاليا.
في كلمته خلال الاحتفالية، أكد الفريق مهندس كامل الوزير على أن تشغيل خط "الرورو" المصري-الإيطالي يجسد عمق العلاقات الثنائية بين البلدين ويعكس الرؤية المشتركة لتعزيز التعاون الإقليمي. وأوضح أن هذا الخط البحري ليس مجرد ممر تجاري، بل يُعد جسرًا مستدامًا للصداقة والتواصل بين الشعبين، كما يُعتبر خطوة مهمة في إطار تحقيق رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي لتحويل مصر إلى مركز إقليمي للنقل واللوجستيات. وأضاف أن تشغيل الخط سيساهم في تعزيز تنافسية المنتجات المصرية في الأسواق الأوروبية، حيث يختصر زمن الشحن بين ميناء دمياط وميناء تريستا إلى يومين ونصف فقط مقارنة بستة أيام باستخدام الطرق التقليدية، ما يقلل من تكاليف النقل ويعزز فرص التصدير.
الاحتفالية كانت أيضًا فرصة لاستعراض الأثر الاقتصادي لهذا المشروع، الذي سيساهم في فتح أسواق جديدة للمنتجات المصرية الزراعية والصناعية في إيطاليا وأوروبا.
إلى جانب ذلك، يوفر المشروع فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، من بينها أكثر من 2000 فرصة عمل للسائقين المصريين، إلى جانب وظائف إضافية في شركات النقل والشحن البحري.
ويعكس هذا التعاون حجم الجهود المبذولة من الجانبين المصري والإيطالي لإنشاء ممر أخضر للنقل المستدام باستخدام الشاحنات المبردة والجافة.
على هامش الاحتفالية، عقد الفريق مهندس كامل الوزير اجتماعًا موسعًا مع السيد ماتيو سالفيني.
تناول الاجتماع سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات النقل المختلفة، مثل إدارة وتشغيل شبكة القطار الكهربائي السريع بمصر، وإنشاء شركات مشتركة لتجديد السكك الحديدية، وتطوير نظم الإشارات، وتوطين الصناعات التكنولوجية المتقدمة.
وأعرب الوزير عن تطلعه إلى توسيع نطاق التعاون ليشمل مجالات جديدة، مع التركيز على تعزيز الشراكات الصناعية ونقل التكنولوجيا.
من جانبه، أعرب ماتيو سالفيني عن سعادته بتشغيل خط "الرورو" المصري-الإيطالي، مشيدًا بالعلاقات المتميزة التي تجمع البلدين.
وأكد التزام الجانب الإيطالي بمواصلة دعم مصر في مشروعات النقل والبنية التحتية، مشيرًا إلى تطلعه لزيارة مصر في الربع الأول من عام 2025 لمتابعة خطط التعاون المشترك.
كما شهدت زيارة الفريق مهندس كامل الوزير إلى ميناء تريستا لقاءً مع السيد أندريا دياسبارو، نائب رئيس شركة "دانيللي" العالمية، التي أعربت عن رغبتها في إنشاء مصنع لإنتاج المواسير غير الملحومة في مصر.
ويأتي هذا الاهتمام في ضوء المكانة الاستراتيجية التي تحتلها مصر باعتبارها بوابة للأسواق الإفريقية والأوروبية، إضافة إلى التوسع الكبير في القطاع الصناعي المصري.
واختتم الوزير زيارته بجولة تفقدية في ميناء تريستا، حيث اطلع على الأنشطة المختلفة بالميناء والخطط المستقبلية لتوسعاته. ويُعد الميناء أحد أكبر الموانئ في منطقة البحر الأدرياتيكي، ويلعب دورًا محوريًا في حركة التجارة الأوروبية. وأكد الوزير على أهمية التعاون مع الجانب الإيطالي لتطوير الموانئ المصرية والاستفادة من الخبرات المتقدمة في هذا المجال.
يشكل تشغيل خط "الرورو" المصري-الإيطالي خطوة مهمة في تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وإيطاليا، ويدعم التنمية الاقتصادية من خلال تسهيل حركة التجارة ونقل التكنولوجيا، ما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون في مجالات النقل والصناعة والبنية التحتية.