أعلنت رئيسة المفوضية الأوربية أورسولا فون دير لاين، اليوم "الجمعة" أن الاتحاد الأوروبي ودول أمريكا الجنوبية الأعضاء في تكتل "ميركوسور" قد أنهوا محادثاتهم بشأن الاتفاق التجاري الذي طال انتظاره.
وقالت فون دير لاين بعد محادثات القمة مع قادة الميركوسور: "اليوم يمثل حقًا محطة تاريخية" مضيفة: " دعوني أبدأ بشكر المفاوضين الرئيسيين على تفانيهم وتصميمهم،لقد عملوا بلا كلل لسنوات عديدة من أجل التوصل إلى اتفاق طموح ومتوازن، ونجحوا في ذلك" -وذلك وفق ما نقلته مجلة "بولتيكو" الأوربية".
واستغرق هذا الاتفاق 25 عامًا للوصول إلى صيغة نهائية، وسينشئ سوقًا تضم أكثر من 700 مليون شخص،ومع ذلك يواجه معارضة شديدة من فرنسا التي تخشى أن تؤدي واردات الدواجن واللحوم الرخيصة إلى الإضرار بمزارعيها، بينما تسعى ألمانيا للاستفادة من الفرصة لفتح أسواق جديدة لصناعاتها التصديرية المتراجعة.
وسافرت فون دير لاين ومسؤل التجارة في الاتحاد الأوربي ماروش شيفتشوفيتش إلى أوروجواي أمس "الخميس" لمصافحة نظرائهم في الميركوسور، وهي خطوة أسعدت برلين لكنها أثارت غضبًا في فرنسا التي كانت حكومتها قد انهارت قبل ساعات فقط.
وأضافت فون دير لاين: "نرسل رسالة واضحة وقوية للعالم في عالم يتسم بالتصعيد والمواجهة، نظهر أن الديمقراطيات يمكن أن تعتمد على بعضها البعض. هذا الاتفاق ليس فقط فرصة اقتصادية، بل هو ضرورة سياسية".
ويمثل توقيع الاتفاقية التجارية والتعاون مع الميركوسور - التي تضم البرازيل، الأرجنتين، أوروجواي، باراجواي، وعضوها الجديد بوليفيا - نهاية المفاوضات السياسية. وسيخضع النص لاحقًا لمراجعات قانونية وترجمة، قبل أن يُطرح للتصويت بين الدول الأعضاء وفي البرلمان الأوربي.
ومن المتوقع أن يواصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون معارضة الاتفاق، لكنه سيحتاج إلى توسيع التحالف المناهض له، والذي يضم بالفعل بولندا والنمسا وأيرلندا، من أجل منعه. ومع تردد إيطاليا، تتجه الأنظار إلى روما لمعرفة ما إذا كانت حكومة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني ستقلب الموازين.