قال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن أكثر المتفائلين والمتشائمين لم يكونوا يتوقعوا هذه السرعة في سقوط سوريا بالكامل من إدلب لحلب لحماة لحمص إلى دمشق.
وأضاف "غباشي" في مداخلة هاتفية لبرنامج "صباح البلد" على فضائية "صدى البلد" اليوم الأحد، أنه حتى مساء أمس، خرج وزير الداخلية السورية السابق، وقال إن هناك تحصينات كبيرة في محيط دمشق وأنه صعب جدًا اختراق هذه التحصينات، وفوجئنا بالعصبة الحمراء وهي القوات الخاصة التابعة للمعارضة والتي دخلت دمشق من الناحية الغربية من حمص إلى ريف دمشق إلى داريه إلى مطار المزه العسكري وأحدثت هذه العصبة فارق كبير في سيطرة المعارضة عسكريًا على الكثير من المدن داخل الساحة السورية خاصة حمص وحلب ودمشق.
وتابع، أن السوريين فرحين بأشكال المقاومة والحديث أشبه عن انتقال سلس للسلطة، وهناك تعليمات من قادة المعارضة بعدم الدخول للمؤسسات الحكومية من أي فرد من المعارضة، موضحًا: "دخول المعارضة لوزارة الداخلية والقصر الرئاسي هو دخول احتفالات ورئيس الوزراء السابق مازال يسير الأعمال وما يحدث هو إسقاط تماثيل لحافظ وبشار الأسد وإطلاق النيران في الشوارع".
وأردف "غباشي"، أن الوضع في سوريا كان فئويا حيث السيطرة الكاملة من الطائفة العلوية والتي تمثل من 5 % إلى 7% من الشعب السوري وكان من الواضح أن هذه السيطرة لم تكن على إرادة قادة وأفرع الجيش لأنه السر الكبير وراء تسليم كل قادة وأفرع الجيش السوري أسلحتها وترك الدبابات في الشارع وخلع الزي الميري، موضحًا أن هناك حوالي 3 آلاف جندي سوري سلموا أنفسهم إلى الحكومة العراقية، قائلًا: "تسليم أغرب للخيال ومراقب الأوضاع لم يكن يتوقع ذلك والمحيط الإقليمي والكل في مرحلة ذهول حول السر الذي جعل سوريا تتساقط بهذا الشكل وتسيطر المعارضة بشكل كبير".
وأكد: "أتصور أن الخوف من تقسيم سوريا أو غيره بعيد تمامًا، ومن الواضح أن هناك تنسيق كامل بين المعارضة المسلحة والمعارضة المدنية وتكاتف الشعب حولهم ومن الواضح نداءاتهم للسوريين خارج الدولة السورية بالرجوع للوطن وعودة عصور الحرية".