قال اللواء أركان حرب أسامة محمود كبير، المستشار بكلية القادة والأركان المصرية، إن سقوط نظام بشار الأسد اليوم، واختفاءه لجهة غير معلومة حتى الآن، وإن كانت العديد من المصادر تتحدث أن روسيا هي المحطة النهائية له تعتبر ثاني ميلودراما حقيقية شهدتها منطقة الشرق الأوسط لانهيار الجيوش النظامية، وهذا في حالة الأخذ بالاعتبار سقوط بغداد في عام 2003 واختفاء أو ذوبان 150 ألف مقاتل كانوا يحيطون بها في خلال 24 ساعة.
وأضاف "أسامة" في مداخلة هاتفية لفضائية "القاهرة الإخبارية"، أن فجر اليوم الأحد يعتبر اليوم العاشر منذ بداية هجوم قوات هيئة تحرير الشام بقيادة المدعو أبو محمد الجولاني، وهي الهيئة التي نجحت في اجتياح سوريا من منطقة الشمال الشرقي إلى الوسط ومنها إلى الجنوب، لتستولي على مدينة حلب أحد أهم المدن ثم حماه ثم حمص بريف دمشق والانتهاء اليوم بمدينة دمشق، في عملية عسكرية لم تكن شاقة عليهم ولا على الجيش السوري الرسمي الذي لم يأتي في الحقيقة بأي رد فعل يمكن ذكره في الحقيقة.
وتابع، أن انسحاب الجيش السوري من المدن بالسهولة واليسر والاستغراب بنفس التوقيت الذي شهدته أنظار العالم لما يحدث أمام جبهة تحرير الشام التي استولت على كافة المدن بسهولة ويسر يرتكز على عدة أسباب، موضحًا أن الجيش السوري منذ 14 عامًا وقيام الثورة السورية في عام 2011 انضم جزء كبير من مكون هذا الجيش إلى الجماعات الفصائل المسلحة والمعارضة الأخرى.
وأردف، المستشار بكلية القادة والأركان المصرية، أن الجيش السوري يعاني من نقص واضح في موارد التنمية والدعم والتطوير الخاصة بإعادة تسليح وتحسين مستوى الآلة العسكرية لهذا الجيش وهو الأمر الذي يمتد لأكثر من عقد من الزمان وهو الأمر الذي يعود في الأساس لسوء الحالة الاقتصادية في سوريا وهي ممزعة داخليًا منذ 13 عامًا فضلًا عن افتقاد الجيش السوري لمستوى وتطوير التدريب نفسه رجعوًا لوجوده بشكل دائم تحت ضغط عملياتي عسكري أمام جماعات مسلحة غير متجانسة لا تنظيمًا ولا تسليحيًا ولا شكليًا ولا في أساليب القتال ما جعل هذا الجيش مشتتًا في فلسفته العسكرية وفقد حرفيته والذي كان يتمتع بها قبل فترة 2011.