أشارت دراسة حديثة تمت في إحدى الجامعات المهتمة بعلم الوراثة في البرازيل، ونشرت على موقع "medical press"، أنه هناك ارتباط بين الوزن الزائد عند الأب وحجم الطفل عند الولادة، فكلما ارتفع مؤشر كتلة جسم الوالد، انخفض وزن الطفل عند الولادة.
وأكدت الدراسة أن الأمور المتعلقة بالقياسات البشرية ليست مسؤولية الأم وحدها، وأن الأب يجب أن يسعى أيضًا إلى الحفاظ على نمط حياة صحي أثناء حمل شريكته، حيث صحته لها تأثير كبير على نمو الطفل أثناء الحمل وبعد الولادة، وأظهرت العديد من الأبحاث أن الرضع الذين يولدون بوزن منخفض أو مرتفع، معرضون لخطر أكبر للوفاة والإصابة بأمراض غير معدية في وقت لاحق من حياتهم، مثل مرض السكري من النوع 2 والسرطان واضطرابات القلب والأوعية الدموية.
وقد أظهرت العديد من الدراسات أن زيادة الوزن المفرطة أثناء الحمل، تشكل خطراً كبيراً على صحة المرأة والطفل على المدى القصير والطويل، ففي حالة الأم، تزيد من خطر الإصابة بسكري الحمل وارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل، مما يجعل عملية الولادة القيصرية أمراً لا مفر منه، أما بالنسبة للطفل، فإنها تزيد من احتمالية انخفاض أو ارتفاع وزنه عند الولادة وخطر الإصابة بالسمنة والاضطرابات المرتبطة بها مثل مرض السكري من النوع 2 وارتفاع ضغط الدم في سن مبكرة.
وأوضحت الدراسة أن الجنين قد يعاني من قيود النمو المتأثرة بالسمنة المفرطة لدى أبويه، ويفشل في تحقيق إمكانياته الجينية للنمو، ولذلك، فإن تعرض الأب قبل الحمل لضغوط بيئية مثل النظام الغذائي غير الصحي ونمط الحياة الغير مستقر والتدخين وغيره من العادات السلبية، على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات أيضية لدى النسل من خلال التغيرات الجينية، نتيجة تأثير الحمض النووي للأطفال بنوعية وجودة الحيوانات المنوية للأب، وذلك وفقاً لأبحاث في علم الوراثة، وهو المجال العلمي الذي يدرس كيف يمكن للمحفزات البيئية أن تنشط الجينات أو توقفها.