كان ضيف الشرف لمعرض هيكساجون (سداسي) هو الفنان الراحل مصطفى الفقى الذي حضر الافتتاح قبل وفاته بأيام قليلة كان العرض بمشاركة أعمال متميزة لستة من الفنانين المصريين وهم أسماء الدسوقي، أمانى فهمى، جمال هلال ، عصام طه، محمد الناصر. ومن الجدير بالذكر عن الفنان مصطفى الفقي أنه حصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة قسم التصوير 1964 - القاهرة .ثم ماجستير من كلية الفنون الجميلة 1974 .وحصل على شهادة الدكتوراه فى التصوير من روما - إيطاليا 1979 .كان رحمه الله عضواً بهيئة التدريس بقسم التصوير بكلية الفنون الجميلة ثم عمل فى الكويت لمدة عامين من 1971 وعمل فى السعودية لمدة ست سنوات من 1983 حتى 1989 كان رحمه الله وكيلاً لكلية الفنون الجميلة لشئون التعليم والطلاب ثم عمل أستاذاً متفرغاً بقسم التصوير بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان.
وفي قراءتنا لأعمال الفنان مصطفى الفقي تتضح لنا تلك السمات التي تميز شخصيته الفنية في لوحاته التي تتنوع بين المناظر الطبيعية و بين تصويره لليمامات و الحمام في تكوينات مختلفة فيتضح لنا كما قال عالم النفس آير F.C.AYER ما أطلق عليه المخططات المعرفية التي يكتسبها الفنان تدريجياً SCHEMATA يمكنه من خلالها أن ينتج تخطيطاً خاصاً بعناصره المختلفة مثل الطائر أو الحيوان، أو الزهرة، أو منزل بشكل سريع على الورق ويكون هذا الشكل عاملاً مساعداً في عمليات التمثيل التي تقوم بها صور ذاكرته، وهو يقوم بالتعديل التدريجي في مخططاته حتى تتفق مع ما يريد التعبير عنه. ويقول جومبريتش إن ما يصفه عالم النفس هذا بأنه خلق العامل المساعد لصور الذاكرة الموجودة لدى الفنان هو بدقة ما يتعلق به أسلوب الإسقاط في جوهره. إنها -بعبارة أخرى-في عملية التفاعل بين الإنشاء making والمضاهاة Matching فالفنان ينشئ (يصنع) تشكيلاً على الورق، فيوحي له هذا التشكيل بصورة (عقلية). وهو ما نتلقاه في أثناء تأملنا لأعمال الفنان مصطفى الفقي رحمه الله، وخاصة تلك التي يستخدم فيها الظلال والتكوينات الريفية مع طائر اليمام، إذ يتضح لنا كيف يتمكن من عملية التحول للعناصر من حالة النقل المباشرة من الطبيعة إلى درجات من البلاغة التشكيلية والتعبير الصوفي للمقامات التي يرتقي إليها الضوء. فهناك مصادر للمتعة موجودة في العالم الخارجي و لا يستطيع أي عمل فني -مهما كانت براعته- أن يعرض هذه المصادر على نحو كامل ،فكل ما نستطيعه أن نقوم بتأمل خاص لهذه المصادر في عقولنا، وأن نكون كذلك صورة عقلية عنها، ثم إن هذه الصور تخضع للتعديلات الخاصة التي يقوم عقل الفنان بها حولها، و هذه التعديلات هي العمل الخاص بالخيال. فهناك عمليات التركيب التي يقوم بها الخيال و هي كما يقول علماء النفس تجسد نفاذ الذات المبدعة بقوتها إلى العناصر، وهذا هو جوهر الخيال، فهو ملكة تتعلق بالغائب و تحاول جعله حاضراً، ثم تحاول تجسيده في أعمال فنية، حينئذ فقط يمكن لملكة الذوق أن تقوم بدورها فتقبل ما جلبه الخيال أو ترفضه تحبه أو تكرهه. فالذوق ملكة تتعلق بالحضور في حين أن الخيال ملكة تتعلق بالغياب .إنها تحاول أن تجلب ما هو غائب و تحضره وتجسده على نحو جمالي يكون موضوعاً للذوق والحكم في جوهر الخيال.
توثيق الحركة التشكيلية المصرية في المشهد 2
افتتحت فعاليات النسخة الثانية من معرض المشهد ٢ لنخبة مختارة من اهم الفنانين المصريين على الساحة التشكيلية الآن حيث يعد ذلك الحدث الذى يحمل اسم وتوجه جاليري المشهد نافذة حقيقية ومرآة جلية تعكس ملامح الحركة التشكيلية المصرية بمفرداتها المختلفة وتجاربها اللامعة، حيث صار ذلك المعرض علامة فارقة فى المشهد التشكيلى المصرى. وقال الفنان إيهاب اللبان معد المعرض إن تلك النسخة تقدم ٢٦ فنانا مصريا من مختلف الاتجاهات الفنية حيث يأتى هذا المعرض استمرارا للنهج الذى تتبعه القاعة من رصد وتوثيق الحركة التشكيلية المصرية ومتابعة مبدعيها المؤثرين فى المشهد الفنى المصرى لتقديم أعمالهم من خلال تلك النافذة بالشكل الذى يتناسب مع قيمتهم الفنية الكبيرة.
حيث يضم المعرض أعمال كل من الفنانين
أحمد رجب صقر – أحمد عبد الفتاح – أحمد موسى – أحمد نوار – أمجد تهامى - الدسوقى فهمى - بسام الزغبى - جمال الخشن - حسام صقر - خالد سرور - سامى إلياس - سمير فوأد - شعبان الحسينى - شيماء درويش - صلاح المليجى - عقيلة رياض - على سالم - عماد عبد الوهاب - غادة مراد - محمد عبدالله - محمد عبلة - محمد عيد - محمد سمير الجندى - نذير الطنبولى - هشام عبدالله - هند عاطف.
كانت دورة العام الماضي قد افتتحها الدكتور زاهي حواس وضمت معروضات الفنانين
آدم حنين، فاروق حسني، صبري منصور، عادل السيوي، عبد العزيز صعب، عادل ثروت عصام درويش، جيهان سليمان حسن كامل، طارق الشيخ، رضا عبد الرحمن، ناجي فريد، خالد حافظ، حازم المستكاوي، حنفي محمود، ساميّ أبو العزم، فتحي عفيفي، محمد مندور، محمد رضوان، وائل درويش، هاني فيصل، نجلاء سمير، مروة عادل، أحمد قاسم.
حيث يقدم معرض المشهد في نسخته عملاً ملحمياً للفنان المصري الكبير الدكتور أحمد نوار و هو بعنوان يوم الحساب 2021 و هو منفذ بأقلام الفلوماستر على ورق و هو استدعاء لعمل الفنان المسمى بيوم الحساب الذي كان مشروع تخرجه من كلية الفنون الجميلة في عام 1967 وأبعاده هي 117 سم في 351 سم .كما يقدم المشهد عملاً للفنان الكبير الدسوقي فهمي رحمه الله وهي تحت عنوان "عطيات" تتضح فيها ملامحه الأسلوبية المميزة من حيث التعبيرية وقوة البناء والاستخدام المحكم للملامس الخشنة والظلال القوية والاقتصاد في التوزيع اللوني والبناء التشريحي للشخصية معبراً عن وجهة نظره عن قوتها ورسوخها وهو ما يتضح في غلظة بعض التفاصيل وبروزها وسيطرة الحضور البازغ لبطلته عطيات على مسطح اللوحة وهي منفذة بألوان الجواش على الورق في عام 2021 وأبعادها 84 سم في 105 سم التي عبر فيها عن زوجته الفنانة الراحلة عطيات سيد.
كذلك قدم معرض المشهد في نسخته الثانية عملاً للفنان صلاح المليجي بعنوان "ثلاثون وجهاً للقمر" وهو منفذ بالرسم على ورق أبيض مطفأ باستخدام حبر السنا الخام في عام 2022 . حيث يتركنا الفنان في حالة من الدهشة فيما يتعلق بالطريقة التي سيغلق بها الفجوة أو الثغرة التي خلقها باستحضار الغياب، بمعنى أنه ينبغي أن يكتمل لديه الإيهام والتوقع والفهم أو أن تتكامل كل هذه العمليات معاً لديه مما يولد لدينا ما يعرف بالقراءة الفاعلة للعمل الفني ومضات متفرقة على سطح كوكبه الذي شكله بتهشيراته بالغة الدقة بالقلم الذي يعمل بدأب ثم يترك منطقة خالية أو غير محددة أي غير كاملة التحديد غامضة نسبياً يمكن أن يسقط عليها الصورة المتوقعة فتكون هناك عوالم متعددة تقبع في تلك الشذرات التي تشبه القواقع والمناطق الخالية من اللون أو التهشير لتنتظر المتلقي أن يمنحها الاكتمال بواسطة الخيال، وقد تمارس بعض الحيل في تقنيات الرسم البارعة لكي يتنامى معها الشعور بالرغبة في التأمل والقراءة لتلك التكوينات المنفتحة الدلالات.
قصة مدينتين: الفن التشكيلي بين أثينا والإسكندرية
استضافت مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع مؤسسة «آرت دي إيجيبت» Art D'Égypte النسخة الثانية من المعرض الفني الدولي «قصة مدينتين: أثينا والإسكندرية»، وذلك في الفترة من 15 أكتوبر إلى شهر نوفمبر 2024.
المعرض يهدف إلى إحياء العلاقات الثقافية والتاريخية العميقة التي تربط مدينتي الإسكندرية وأثينا. وتأتي النسخة الثانية بعد النجاح الذي حققته النسخة الأولى التي عقدت في أثينا في يونيه 2024. شارك في معرض الإسكندرية مجموعة من الفنانين المصريين واليونانيين، حيث يقدمون أعمالًا فنية تُظهر الاندماج الثقافي والفني الذي تطور بين مدينتي الإسكندرية وأثينا عبر العصور. وتسلط الأعمال الفنية الضوء على الروابط التاريخية عميقة الجذور، وتحتفي بالهويات المميزة والمساهمات الخاصة بكلا البلدين، لتقدم للجمهور نظرة معاصرة تجسد اندماج الأفكار والفن والمعرفة .قال الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، إن المعرض يحتفي بالروابط القوية التي تشكلت بين المدينتين منذ القدم، ويُبرز من خلال الأعمال الفنية المعروضة الإرث الثقافي والمعرفي والترابط الحضاري بين المدينتين .عرضت الأعمال الفنية بمواقع مختلفة داخل مبنى مكتبة الإسكندرية وأيضًا بالساحة الخارجية. معرض “قصة مدينتين”، الذي يسلط الضوء على العلاقة الثقافية العريقة بين الإسكندرية وأثينا. يستكشف المعرض الروابط التاريخية والفنية التي تجمع بين هاتين المدينتين مع موقعهما على ضفاف البحر المتوسط، ويركز المعرض على دورهما كمنافذ للتبادل الثقافي عبر القرون.
معرض “قصة مدينتين”، وهو معرض فني يمثل جسرًا ثقافيًا بين مدينتي الإسكندرية و أثينا.بعد نجاح النسخة الأولى التي أقيمت في العاصمة اليونانية أثينا في يونيو الماضي، تبرز هذه النسخة التبادل الثقافي العميق الذي شكّل هاتين المدينتين عبر التاريخ. كانت كلتا المدينتين بوابتين إلى البحر الأبيض المتوسط، وشهدتا قرونًا من التفاعل، حيث تم تبادل الأفكار وتعزيز الروابط وتتضمن هذه النسخة نماذج مهمة من الفنانين التشكيليين بالبلدين، منها النحات المصري عمر طوسون وعمله الذي استوحاه من شخصية الفيلسوفة السكندرية هيباتيا، والنحات المصري سعيد بدر بأعماله التي تستلهم الفنون المصرية القديمة، أرتور ليشر، راشد آل خليفة، كريم الحيوان، ميتشا كاتاوي، وغيرهم الكثير، حيث يتأملون من خلال أعمالهم التأثير الدائم للبحر الأبيض المتوسط كمركز للحضارة والحوار . وكجزء من الجولة الخاصة لضيوف المعرض، قدمت عالمة الآثار كاليوب ليمنيوس-باباكوستا، المعروفة بفيلمها على نتفليكس “مقبرة الإسكندر الأكبر المفقودة”، في جولة بموقع الحفريات لمنارة الإسكندرية المفقودة.
الفن المصري في أسبوع روما للفنون وفرضية تجاوز الحدود
في إطار أسبوع روما للفنون وهو من أهم الأحداث التشكيلية هناك بعد بينالي فينيسيا، حيث نظمت مؤسسة أرتوداي arttoday معرضاً بعنوان "فرضية تجاوز الحدود" بمشاركة فناني مصر والعرب في أسبوع روما للفنون 37 فنانا من حول العالم يشاركون في المعرض من بينهم ٩ فنانين مصريين وستة فنانين عرب من الإمارات المتحدة ولبنان وفلسطين وسوريا والأردن، أقيم المعرض في المركز الثقافي المصري وافتتحته المستشار نيفين السعيد القائم بأعمال السفارة المصرية في روما كما شاركت في الافتتاح السيدة مايا فيتري المستشار الثقافي ببلدية روما والأستاذة مروة فوزي الملحق الثقافي المصري بروما، إلى جانب ماسيميليانو بادوفان مؤسس أسبوع روما للفنون وشيرين بدر المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة أرتوداي، وأنور الكموني مؤسس مبادرة مانحي الأمل والتي تنتشر فعالياتها عبر أكثر من ثلاثين دولة حول العالم.شارك في أسبوع روما للفنون أكثر من مائتي جاليري فني وأكثر من خمسمائة فنان ضمن ما يقرب من 500 فعالية تتنوع بين المعارض والاستوديوهات المفتوحة في شوارع المدينة والمشاريع الثقافية المختلفة أبرز الفنانات تتصدر الفنانة نازلي مدكور الفنانات المشاركات إلى جانب ريم أسامة وأسماء النواوي ووئام علي، ووئام المصري وأحمد عبد الفتاح وأحمد بركات ورانيا أبو العزم وجيهان فايز.بمشاركة فنانين من ذوي الهمم وفنانة سودانية تحت مظلة المفوضية السامية لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. كما شهد الافتتاح عرض فيلم "الحلم" بالتعاون مع مؤسسة جيميناي أفريقيا بمقر المكتب الثقافي المصري في روما وتستمر فعاليات المعرض في الفترة من 22 أكتوبر وحتى شهر نوفمبر 2024 - حيث شارك تسعة فنانين وفنانات مصريات من ساحة الفن التشكيلي الزاخرة في مصر في أكبر الفعاليات المتخصصة في الفن التشكيلي في إيطاليا في مبادرة من شأنها تعزيز أواصر التعاون الثقافي والفني المتبادل بين البلدين والمساهمة في الترويج للفن المصري والعربي في قبلة الفن العالمي روما.
كما شارك في المعرض فنانون عرب من الإمارات العربية المتحدة وسوريا والأردن وفلسطين ولبنان، بالإضافة إلى الفنانة السودانية صفاء محمد المقيمة في مصر والتي تشارك بالتنسيق مع المفوضية السامية لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
وفي بداية الاحتفالية شكرت الدكتورة مروة فوزي – في كلمتها أعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية في روما ونظيرها الإيطالي بالسفارة الإيطالية بالقاهرة الفنانين المشاركين والسادة الحضور وعبرت عن سعادتها لاستضافة معرض مؤسسة ARTODAY لتمثيل مصر في فعالية اسبوع روما للفنون Rome Art Week التي تضم عددا كبيرا من الفنانين من جميع انحاء العالم، حيث يحرص المكتب الثقافي المصري على المشاركة في فعاليات المشهد الثقافي والفني في روما، وإيطاليا، وذلك من إطار دور المكتب في تمثيل المشهد الثقافي والفني المصري لاسيما بمشاركة طلاب وأساتذة جامعيين كما هو الحال في هذا المعرض وتفعيل التبادل الثقافي ببين البلدين، مؤكدة إن الهدف من إقامة مثل هذه الفعاليات هو توطيد أواصر التعاون بين البلدين الصديقتين مصر وإيطاليا، عبر فرضية تعبر الحدود بين الدولتين.
ثم أعقبها كلمة المستشارة/ نيفين السعيد، والتي شكرت دعوة المكتب الثقافي، كما شكرت جميع السادة المشاركين والمنظمين لهذا الحدث الكبير، وأكدت على أهمية الفن في تفعيل الحوار بين الشعوب.
ثم أعقبها كلمة السيدة/ مايا فيتري المستشار الثقافي ببلدية روما، والتي أثنت على الحدث وحسن إخراجه وتنظيمه، وأن بلدية روما تقوم بدعم المكتب الثقافي المصري في روما واعتبرته أهم المراكز الثقافية في العاصمة الإيطالية روما.
ثم ألقى كلمة في الاحتفالية الدكتور/ ماسيميليانو بادوفان مؤسس أسبوع روما للفنون في روما - حيث أعرب عن سعادته بمشاركة الفنانين المصريين والعرب في هذه الفعالية التي تعد من بين الأهم حول العالم وتقديره لهذه الفرصة للتفاعل المباشر بين الثقافتين المصرية والإيطالية وقد أعربت شيرين بدر عن سعادتها بتنظيم هذا الحدث، فهذه التجربة ليست مجرد فرصة لتقديم الفن المصري والعربي، بل هي أيضًا احتفال بالتعاون الدولي وتبادل الثقافات. شكر خاص لماسيملانو بادوفان دي بنديتو، مؤسس أسبوع روما للفنون، الذي منحنا الفرصة لتمثيل مصر وتقديم الفن المصري والعربي للمرة الأولى في هذا الحدث المميز، مما يعكس التقدير المتزايد للفن العربي في الساحة العالمية.