أدباء تسلحوا بأقلامهم للدفاع عن حق الإنسان ليحيا بكرامة وحرية، حيث سلطوا الضوء على جقوق الإنسان، وتناولها في رواياتهم قبل أن تسنها القوانين الدولية المستحدثة، فركزوا في كتابتهم على العدالة الإنسانية وضرورة حماية حقوق الأفراد، خاصة الطبقات الفقيرة مما تعانيه من قهر طبقي، والوقوف في وجه الاستعمار والإيمان بحق الشعب ليحيا في دولة حرة بعيده عن قبضة الاحتلال وظلمه.
وسطر الأدباء بقلمهم العديد من الأعمال الأدبية التي جسدوا بها حياة الإنسان وما يعانيه من القهر الطبقي والاستعمار ومن أبرزهم عبد الرحمن الشرقاوي وطه حسين، ونجيب محفوظ، فتحي غانم، يوسف إدريس، يوسف السباعي، صنع الله إبراهيم، يوسف القعيد، لطيفة الزيات، توفيق الحكيم.
طه حسين
ركز طه حسين على حقوق الفقراء وعلى قضايا العدل الاجتماعي، طالما تميز بشخصيته الأدبية التي تغوص داخل النفس البشرية وتعبر عما يعتريه بداخله، حيث يأتي في مجموعته القصصية المعذبون في الأرض ليجسد معاناة الناس بجميع أشكالهم، سواء الفقراء منهم أو المعدمين أو المرضى، وعكست تلك المجموعة القصصية القصيرة أزمات الحياة المصرية التي عاشتها في مرحلة الأربعينات.
توفيق الحكيم
يوميات نائب في الأرياف من أشهر روايات الأدب العربي الحديث، جسدت الواقع الريفي وحياة الفلاحين في مصر، في النصف الأول من القرن العشرين، وما يتعرضون له من ظلم وإهمال في ظل الجهل والفقر والمرض، ويظهر في هذه الرواية فساد المنظومتين الإدارية والقانونية، وعدم مقدرتهما على تحقيق العدل للفلاحين المساكين.
وتدور أحداث الراوية عن النائب شريف وهو الشخصية الرئيسية في الرواية حيث فرضت عليه ظروف الحياة أن يكون موجودًا في الأرياف، ويومياته التي يعرض من خلالها الأحداث، ترتبط بشكل كبير بحياة توفيق الحكيم الخاصة.
لطيفة الزيات
"الباب المفتوح" للروائية لطيفة الزيات، حققت نجاحًا كبيرًا، فمن اسمها فتحت الباب بالفعل أمام الأجيال ليصلن لنفس الطريق كما وصلت إليه الزيات، فتتحدث بتلك الرواية عن النضال من أجل حرية المرأة، الكفاح من أجل تحرير مصر من الاحتلال.
تدور أحداث الرواية عن "ليلي" المليئة بالحيوية ومحبة للحياة، وهي فتاة ذكية وطموحة، نشأت في ذلك الوقت في مجتمع يطلب من المرأة الطاعة ويبدد حريتها، فتسعى "ليلي"، للمطالبة بحريتها، وتكافح من أجل تحرير بلادها من الاحتلال، في وقت كانت مصر تمر بأزمات من الاستعمار وتمتلئ الشوارع بالثورات مطالبة برحيل الاحتلال، فتستمر ليلي في صراعتها ومساعيها لنيل حريتها وحرية بلادها حتى تحصل على حبها الحقيقي.
نجيب محفوظ
صاحب موسوعة أدبية ذاخرة بتناوله معظم القضايا المهمة، من خلال اهتمامه بالحق والإنسانية، وظهر ذلك جليا في ثلاثيته بين القصرين وقصر الشوق والسكرية، وبداية ونهاية، تُعد تلك الرواية ذات طابع تراجيدي، تجسد صعوبات الحياة وعلاقات الأفراد، وتدور أحداثها عن أسرة فقيرة تتكون من الأم وأبنائها الأربعة، ليس لهم دخل مادي سوى راتب الأب المتوفي.
وتتصاعد أحداث الرواية، تضحي الأم من أجل تربية أبنائها، ويعمل الأشقاء في اتجاهات مختلفة ويتجهوا نحو الهاوية إلا ولد واحد وهو حسين أمل الأسرة الوحيد الذي التحق بالحربية، حيث تسلط الرواية الضوء على حق الإنسان في الرفاهية والسعادة، والخسائر الذي يخلفها الفقر من العناء والقهر.
يوسف السباعي
نحن لا نزرع الشوك من روائع السباعي، حيث تدور أحداث الرواية عن سيدة التي تتلقى ألوان من القهر والعذاب على يد زوجة والدها، وتجد نفسها ضحية للفقر والحاجة وتعمل خادمة في منزل حمدي السمادوني، وتعاملها الأسرة بحب وتقع هي في حب حمدي ولكنه يتزوج وتترك سيدة المنزل وتتعرض لعواصف ومحطات صعبة في حياتها تنتهي بموتها هي وابنها التي لا تستطيع علاجه نتيجة لقسر حريتها على يد زوجها عباس.
يوسف إدريس
أما إدريس قدم رواية الحرام التي ألقى بها الضوء على جوانب الظلم الاجتماعي الذي تعيشه الطبقة المهمشة من طبقات المجتمع، وخاصة عمال التراحيل الأشد فقرًا، وما يقوم به كبار البلد تجاهم، والذي يدخل في دائرة الحرام أكثر من أحداث القصة الأخرى.
وتدور أحداث الرواية عن عزيزة التي تعبر عن المعاناة في الواقع الاجتماعي والاقتصادي حيث عمال التراحيلة أو ما يسمونهم بـ "الغرابوة" تلك الطبقة التي تسعى وراء لقمة العيش وتضطر للترحال تاركين منازلهم وأطفالهم ويعملون بأبخس الأثمان، وتقع عزيزة في الخطيئة رغنا عنها وينتج عن ذلك طفل تقتله بالخطأ وتموت في النهاية نتيجة للقسوة والظلم والذنب.
عبد الرحمن الشرقاوي
تأثر الشرقاوي بالحياة الريفية فاتخذ من القرية المصرية مصدر إلهامه، وتجلى ذلك بوضوح في روايته الأولى «الأرض» التي تعد أول تجسيد واقعي في الإبداع الأدبي العربي الحديث، والتي صور بها معاناة الفلاح المصري وصورة بأنه رمزًا للصمود والنضال ضد الظلم والاستغلال من الاحتلال الإنجليزي، فهي مليئة حكايات مفعمة بالبطولة والمقاومة، وسلط الضوء على حق الفلاحين والفقراء ليعيشوا بحرية وكرامة.
صنع الله إبراهيم
ذات من أشهر روايات إبراهيم يَسرد من خلالها سيرةَ وطن، وسيرةَ ثورة، وسيرةَ جيلٍ كامل خرجت منه «ذات» التي تمثِّل النموذجَ السائد للمرأة المصرية؛ ويتخذ في الرواية مسيرة حياتها التي عاصرت في حياتها معظم التحوُّلاتِ السياسية والاقتصادية خلال هذه الفترة، ويسلط الضوء على حق الإنسان في الحرية والعدل، والوقوف في وجه الفقر والظلم.
يوسف القعيد
الحرب في بر مصر من أشهر روايات القعيد، حيث تدور أحداثها في قرية مصرية قبيل حرب 1973، حيث يبعد عمدة القرية ابنه الأصغر للالتحاق بالجيش كما يفترض به أن يفعل، ولكي لا ينكشف هذا الأمر، يقوم بإرسال ابن خفيره «مصري»، التلميذ الفقير المتفوق في دراسته، بدلا عنه، تستخرج أوراق إثبات جديدة لـ«مصري» باسم ابن العمدة، ويؤخذ منه كل ما قد يثبت هويته الحقيقية، ولكن يستشهد ابن الخفير ويكتب ابن العمدة من الشهداء وتركز على الطبقية، ومساواة الأفراد ومراعاة حقوقهم وإزالة الطبقية.