الجمعة 13 ديسمبر 2024

تحقيقات

بعد إعلان إلغائها.. ما هي اتفاقية فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل؟

  • 11-12-2024 | 21:07

المنطقة العازلة بين سوريا ومرتفعات الجولان المحتلة

طباعة
  • إسلام علي

توغل قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، لتفرض سيطرتها وتحتل كامل للمنطقة العازلة بينها وبين الدولة السورية، وذلك إثر التوترات السياسية والعسكرية الأخيرة في الداخل السوري، وخاصة بعد سقوط نظام بشار الأسد وانسحاب كافة قوات الجيش السوري التابع لنظام الأسد من الحدود والعاصمة دمشق بالإضافة إلى المطارات العسكرية. 


هذا وأعلنت إسرائيل انهيار اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974 بينها وبين سوريا، مبررة ذلك بأن الهدف هو "منع تسلل الفصائل المسلحة إلى المنطقة" و"حماية الإسرائيليين في هضبة الجولان"، وأضافت أن هذا التحرك "مؤقت" حتى تستقر الأوضاع الأمنية على طول الحدود. 


وفي هذا السياق، زعم وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أن وجود القوات الإسرائيلية في الأراضي السورية ليس سوى "خطوة محدودة ومؤقتة" لضمان أمن إسرائيل. 
كما نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، أن تل أبيب أبلغت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن هذا الإجراء لن يستمر سوى لبضعة أيام أو أسابيع حتى يتم تأمين الحدود. 


ما قبل اتفاقية فض الاشتباك 1974


تعود اتفاقية فض الاشتباك للفترة في أعقاب خلال حرب عام 1973، استطاعت القوات السورية التقدم في أجزاء من هضبة الجولان، خاصة في الأجزاء الجنوبية، إلا أن القوات الإسرائيلية شنت هجوماً مضاداً واستعادت السيطرة على المنطقة، ومن ثم، توسعت إسرائيل شرقي الخط البنفسجي، واحتلت مناطق إضافية قرب دمشق، بما في ذلك قمة جبل الشيخ، لتدخل سوريا وإسرائيل في عام 1974 في مفاوضات انتهت باتفاقية فض الاشتباك، والتي نصت على انسحاب إسرائيل من المناطق التي احتلتها خلال حرب 1973، إضافة إلى أجزاء محدودة احتلتها عام 1967 مثل مدينة القنيطرة.


وتضمنت الاتفاقية إنشاء منطقة عازلة بين الجزء الذي تحتله إسرائيل من الجولان وسوريا، مع بقاء الإدارة المدنية في يد سوريا وخروج الجيش السوري من حدودها، وتمتد هذه المنطقة على طول 75 كيلومتراً بعرض يتراوح بين 200 متر و10 كيلومترات، تحت مراقبة قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك "أندوف"، التي تتولى أيضاً مسؤولية مراقبة وقف إطلاق النار. 
حيثيات الاتفاقية 
وبالنسبة إلى حيثيات الاتفاقية، فقد أبرمت في جنيف عام 1974 بحضور ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة، جاءت بعد سنوات من الصراع، وخصوصاً حرب 1973 التي أظهرت الحاجة إلى وقف التصعيد العسكري في المنطقة، وقد وضعت الاتفاقية إطاراً لفصل القوات الإسرائيلية والسورية، وشملت إنشاء منطقة عازلة تُدار من قبل الأمم المتحدة، إلى جانب مناطق أخرى بتحديد عسكري صارم على جانبي الحدود.


ولا تعد الاتفاقية معاهدة سلام نهائي، بل خطوة أولية نحو تحقيق سلام دائم، استناداً إلى قرار مجلس الأمن رقم 338، ومنذ توقيع الاتفاقية، تم تشكيل قوة الأمم المتحدة "أندوف" السابقة ذكرها، والتي ضمت نحو 1200 فرد من 13 دولة لمراقبة التنفيذ، تم تمديد تفويض القوة بشكل دوري، وآخر تمديد كان حتى نهاية عام 2024، بحسب بيانات الأمم المتحدة.


وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلغاء اتفاقية فض الاشتباك، الأحد الماضي، ووجه الجيش الإسرائيلي بالسيطرة على المنطقة العازلة ومواقع القيادة المجاورة لها. 
وفي كلمة له بالقرب من الحدود السورية، صرح نتنياهو بأن الاتفاقية انهارت نتيجة تخلي الجنود السوريين عن مواقعهم، وأكد أن هذا الإجراء يأتي لمنع استقرار "أي قوة معادية" على حدود إسرائيل. 


رغم مرور خمسين عاماً على تنفيذ الاتفاقية، إلا أنها شهدت انتهاكات عديدة، خصوصاً خلال الحرب الأهلية السورية، حيث زادت الأنشطة العسكرية في المنطقة العازلة، هذا الأمر دفع إسرائيل إلى اتخاذ إجراءات لتأمين حدودها، خاصة بعد الاحداث الكبيرة والتي حدثت في الداخل السوري.

الاكثر قراءة