يُعد محمود تيمور واحدًا من أبرز رواد الأدب في العصر الحديث، واشتهر بتفوقه في كتابة القصة القصيرة، وفي إطار الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، نشرت مجلة الهلال في عددها الصادر بتاريخ 1 مايو 1931 لقاء كتبه "تيمور" حول صديقه السويسري المستشرق ج. ويدمار، جاء اللقاء تحت عنوان "مستشرق يعشق اللغة العربية ويفضلها على جميع اللغات بلا استثناء"، مسلطًا الضوء على مدى عشق "ويدمار" للغة العربية وتفضيله لها على كل اللغات الأخرى.
أشاد المستشرق السويسري ج. ويدمار باللغة العربية، قائلاً: لكم أن تفخروا وتزهوا يا أبناء العرب بهذه اللغة المجيدة، فإنها في نظري أحسن اللغات وأمتنها، وإني لأفضلها بلا استثناء على جميع اللغات.
وأوضح ويدمار أنه يجد في اللغة العربية سهولة في التعبير، وأن من يتفقه فيها يستطيع أن يعبر عن رأيه بوضوح وإحكام تامين، وذلك بفضل مرونتها العجيبة واحتوائها على معانٍ جمة تُستعمل في أغراض شتى. وأضاف: يدهشني في العربية كثرة معانيها وتنوعها، وغالبًا ما أحتاج إلى جملة طويلة لترجمة كلمة عربية واحدة، مما يبرز ثروتها المدهشة في الألفاظ.
وأكد ويدمار أن من يعيب على اللغة العربية كثرة مترادفاتها لابد أن يكون جاهلًا بها، مشيرًا إلى أن معظم هذه المترادفات ليست لمعنى واحد، بل هي ألفاظ لمعانٍ مختلفة، وأضاف أن الإهمال والنسيان هما السبب في جمع هذه الألفاظ تحت باب المترادفات، موضحًا أن تحليل كل لفظ على حدة يُظهر اختلافًا أصليًا في المعنى بينها، وأنه شخصيًا لا يشعر بوجود مترادفات حتى في مقامات الحريري التي يُقال عنها أنها مشحونة بالألفاظ ذات المعنى الواحد.
وأشار ويدمار إلى أنه يحب اللغة العربية أيضًا لموسيقى ألفاظها ورنة جملها، مضيفًا: هنالك عذوبة فياضة يشعر بها القارئ عند مطالعة نثرها ونظمها، لغتكم لحن جميل من ألحان الإنسانية، يعبر عن بساطة الطبيعة وصفائها، وجمال فضائلها".