تحل يوم غد الخميس 19 ديسمبر ذكرى نشر واحدة من روائع الأدب العالمي، رواية "ترنيمة عيد الميلاد"، للكاتب والمبدع الإنجليزي الشهير تشارلز ديكنز أحد أبرز كُتاب العصر الفكتوري، والتي نُشرت لأول مرة في مثل هذا اليوم من عام 1843م.
عُرف تشارلز ديكنز، بتصويره المفرط لشخصياته الروائية، علاوة على عاطفية رواياته المفرطة، والمصادفات القدرية التي تتخلل أغلب أحداث الروايات، وهو ما عاب عليه بعض المُبدعين الكبار أمثال فيرجينيا وولف، وهنري جيمس.
ومن أبرز أعمال تشارلز ديكينز الروائية، رواية "قصة مدينتين،ورواية أوقات عصيبة"، ولقيت أعماله اروائية شعبية كبيرة، ولعل أبرزها وأكثرها شهرة رواية"أولفر تويست"، التي تحولت إلي فيلم سينمائي، وكذلك رواية ترنيمة عيدالميلاد، وغيرهما من أعماله التي عُدّت من روائع الأدب والسينما العالمية.
رواية ترنيمة عيد الميلاد تدول حول، شخصية إبنزر سكروج، البخيل الثري، الذي يعيش في حالة من البذخ، تاركًا من حوله في الشقاء، وتنطلق أحداث الرواية ليلة عيد الميلاد، تلك الليلة التي تمر باردة كئيبة على العديد من الفقراء في بريطانيا في القرن التاسع عشر، وكان لسكروح صديق لا يقل عنه بخلال يدعى جاكوب مارلي، وكانا شريكا عمل ويتقاسمان ذات الطباع.
يتلقى سكروج الثري دعوة من ابن شقيقته الطيب للاحتفال معه بعيد الميلاد، ولكن الخال المتغطرس يرفض دوعة ابن شقيقته بطريقة مهينة وبقي وحده في منزله للاحتفال بعيد الميلاد، حتى لا يُقدّم هدية لابن شقيقته.
بينما يجلس سكروج منفردًا في بيته للاحتفال، جاءه شبح صديقه القديم المتوفى، وأخبره أن حياته التي يعيشها وضيعة ويجب عليه أن يُغيرها وينظر إلى الفقراء، وأخبره أنه بعد منتصف الليل ومع صوت أجراس الكنيسة ستتوافد عليه الأشباح إن لم يتحرك ليُغير من ذاته.
يحاول سكروج النوم قبل منتصف الليل وقبل توافد الأشباح عليه، ولكن محاولاته جميعًا تفشل، وبالفعل تبدأ الأشباح بالتوافد عليه، حيث يأتيه أولًا شبح الماضي الذي يخبره بحياته التي كان عليها قديمًا وأنه فظ الآن في العامل مع الفقراء، ثم يأتيه شبح الحاضر ويريه كيف كان قاسيًا مع ابن شقيقته، وأنه يمكنه أن يعيش سعيدًا من خلال عائلته، ثم يأتيه أخيرًا شبح المستقبل، ويخبره أنه إن عاش وحيدًا سيتكون حياته جحيمًا.
أنفعل سكروج بما قالته الأشباح، وقرر أن يتغير من هذه الليلة ويبدأ في تغيير نظرته للحياة والتعامل مع من حوله، وأن يصلح علاقاته من عائلته وتحديدًا ابن شقيقته.
ولد تشارلز ديكنز في 7 فبراير من عام 1812م، ولم يحظى بحياة طويلة، حيث رحل في عمر الثانية والستنين، عام 1870م، بعدما ترك إرثًا أدبيًا وفنيًا شكل وجدان أجيال عديدة وشُهد له بالبراعة والجمال.