كشفت دراسة نشرت في موقع " medical Xpress" قام بها باحثين في علم النفس اللغوي، أن الأطفال حديثي الولادة قادرون على تعلم تسلسلات صوتية معقدة تتبع قواعد تشبه قواعد اللغة، ولديهم القدرة على إدراك التبعيات بين الإشارات الصوتية غير المتجاورة فطرية، ولديهم حساسية لارتفاع الأصوات وتناغمها في مراحل حياتهم الأولى، كما أن سماعهم للموسيقى قد يقوي قدراتهم الموسيقية الفطرية ويساعدهم على النطق.
وأشارت أبحاث تطوير اللغة، إلى أن الأطفال يبدؤون في إتقان مثل هذه القواعد في لغتهم الأم بحلول سن الثانية، ومع ذلك، فقد أظهرت تجارب التعلم أن حتى الرضع الذين لا تتجاوز أعمارهم خمسة أشهر يمكنهم اكتشاف القواعد بين العناصر غير المتجاورة، ليس فقط في اللغة ولكن في الأصوات غير اللغوية، مثل النغمات، وقد قدم الباحثين هذا الدليل من خلال مراقبة نشاط المخ لدى حديثي الولادة والرضع الذين تبلغ أعمارهم ستة أشهر أثناء استماعهم إلى تسلسلات صوتية معقدة.
وفي تجربتهم، تعرض حديثي الولادة الذين لم يتجاوزوا بضعة أيام من العمر، لتسلسلات حيث ارتبطت النغمة الأولى بنغمة ثالثة غير مجاورة، وبعد ست دقائق فقط من الاستماع إلى نوعين مختلفين من التسلسلات، عُرضت على الأطفال أنماط جديدة تتبع نفس النوع ولكن بنبرة صوت مختلفة، وكانت هذه التسلسلات الجديدة إما صحيحة أو تحتوي على خطأ في النمط، وباستخدام التحليل الطيفي بالأشعة تحت الحمراء القريبة لقياس نشاط المخ، وجد الباحثون أن أدمغة الأطفال يمكنها التمييز بين الصحيحة والخاطئة.
وأكد الباحثون إلى أن أنماط الصوت المعقدة تنشط هذه الشبكات المرتبطة باللغة منذ بداية الحياة، وخلال الأشهر الستة الأولى، تصبح هذه الشبكات أكثر استقرارًا وتخصصًا، وأن الدماغ قادرة على الاستجابة للأنماط المعقدة، مثل تلك الموجودة في اللغة، منذ اليوم الأول، وتجارب التعلم المبكرة قد تكون حاسمة لتشكيل الشبكات التي تدعم فيما بعد معالجة الأنماط الصوتية المعقدة، وتشكل هذه الرؤى أهمية بالغة لفهم دور التحفيز البيئي في نمو المخ المبكر.