تنشر بوابة دار الهلال "صورة نادرة" لمدرسة السلطان حسن، وهي جزء من أرشيف كتاب "وصف مصر"، والذي أنجزه المهندس والرسام الفرنسي إدم-فرانسوا جومار (1777-1862)، المكلف بتوثيق الآثار المصرية.
تعود الصورة إلى عام 1809م تقريبًا، ويبلغ حجمها حوالي 70×50 سم، وتعد واحدة من أبرز الوثائق الفنية النادرة التي تسجل جماليات هذا المسجد العريق.
تظهر الصورة منظورًا داخليًا نادرًا لمسجد السلطان حسن، الذي يعد من أبرز معالم العمارة الإسلامية في مصر والشرق الأوسط، وتعرض الصورة صحن المسجد، مع التركيز على التفاصيل المعمارية الدقيقة للإيوانات المحيطة، بما في ذلك إيوان القبلة وجزء من الإيوان الأيمن، كما تبرز القبتين البارزتين في التصميم: القبة الكبيرة التي تغطي الصحن، والقبة الصغيرة المجاورة لها.
تُظهر الصورة وظيفة كل قبة، حيث تُستخدم القبة الصغيرة للوضوء، بينما تحمل القبة الكبيرة بعدًا جماليًا ومعماريًا، وتُجسد إشارات لقوانين كونية وصوفية في تصميمها، كما يظهر في الجانب الأيمن من الصورة جزء من المئذنة، بالإضافة إلى مجموعة من المصلين الذين يتجولون داخل صحن المسجد، وذلك على الجانب الأيسر من الصورة.
تكشف الصورة الاهتمام الكبير بالحفاظ على التفاصيل المعمارية الإسلامية في تلك الحقبة من بداية القرن التاسع عشر الميلادي، حيث تبدو جميع العناصر سليمة وخالية من التصدعات أو التلف، مما يبرز الحالة الممتازة للمسجد في القرن التاسع عشر.
نفذ الرسم بأسلوب النقش الذي يعتمد على تدرجات الأبيض والأسود، مما يعزز تفاصيل الصورة ويُظهر التباين بين الظلال والإضاءة، ليُضفي عليها تأثيرًا ثلاثي الأبعاد، خاصة في الأقواس والقباب.