الثلاثاء 7 يناير 2025

عرب وعالم

صحيفة صينية: واشنطن تقوض مبادئ التجارة الحرة في تحقيقها ضد صناعة أشباه الموصلات الصينية

  • 25-12-2024 | 19:58

صحيفة صينية: واشنطن تقوض مبادئ التجارة الحرة في تحقيقها ضد صناعة أشباه الموصلات الصينية

طباعة

رأت صحيفة "الشعب اليومية" الصينية أن إعلان الولايات المتحدة بدء تحقيق في صناعات وسياسات أشباه الموصلات الصينية، يسلط الضوء على كيفية استخدام واشنطن التجارة العالمية لخدمة أغراضها الجيوسياسية، متجاهلة القواعد الدولية الخاصة بالتجارة الحرة.

وأشارت الصحيفة إلى أن البيت الأبيض يتذرع بأن الهدف من التحقيق هو التحقق من "استهداف الصين لأشباه الموصلات الأساسية (أو الرقائق القديمة)" من أجل الهيمنة على هذا القطاع وتأثيره على الاقتصاد الأمريكي مؤكدة أن هذه المزاعم غير مدعومة بالحقائق.

ووفقًا لتقرير حديث صادر عن وزارة التجارة الأمريكية، فإن الرقائق المصنوعة في الصين تمثل 1.3% فقط من حصة السوق الأمريكية، في حين أن صادرات الصين من الرقائق إلى الولايات المتحدة أقل بكثير من الواردات الأمريكية إليها.

ولفتت الصحيفة إلى أنه بالرغم من هذه الحقائق، تواصل واشنطن الترويج لفكرة أن الصين تشكل تهديدًا كبيرًا لصناعتها المحلية، متجاهلة الواقع الذي يشير إلى هيمنة شركات أشباه الموصلات الأمريكية التي تمثل حوالي 50% من السوق العالمية وهذه المواقف، وفقًا للعديد من المحللين، تبرز دوافع سياسية أكثر من كونها اقتصادية - على حد قول الصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في الواقع، تسعى واشنطن من خلال هذه السياسات الحمائية إلى الحفاظ على تفوقها في القطاعات التكنولوجية العالية، مثل صناعة أشباه الموصلات، ولكن هذه السياسات لا تؤثر فقط على الصين، بل تهدد أيضًا استقرار الصناعات العالمية، لا سيما في قطاع حساس مثل أشباه الموصلات الذي يعد واحدًا من أكثر القطاعات ارتباطًا في الاقتصاد العالمي.

وقد اعترفت وزيرة التجارة الأمريكية جينا رايموندو، في وقت سابق، بأن محاولات إعاقة تقدم الصين هي "مهمة غبية"، ما يشير إلى أن محاولات واشنطن لعرقلة تطور الصين في هذا المجال قد تكون غير فعالة وقد تعود بالضرر على الولايات المتحدة نفسها - على حد ما نقلته الصحيفة.

وقالت الصحيفة إنه من خلال استهداف الصين كمنتج ومستهلك رئيسي في صناعة أشباه الموصلات، تخلق واشنطن توترات غير ضرورية في سوق لا يمكن أن يزدهر إلا من خلال التعاون بين الدول.. وهذه السياسات قد تقوض أيضًا التعاون بين الشركات الأمريكية والصينية في هذا القطاع، مما يؤثر سلبًا على الابتكار والتقدم التكنولوجي العالمي.

وبينما تواصل واشنطن خطواتها الحمائية، أصدرت مجموعات صناعية أمريكية تحذيرات من هذه السياسات.. وقال جايسون أوكسمان، رئيس مجلس صناعة تكنولوجيا المعلومات، إنه من "الأهمية بمكان أن تجري الإدارة الأمريكية تحقيقًا دقيقًا وألا تسبق حكمها على النتيجة".. وهذا يعكس قلقًا متزايدًا من التأثيرات السلبية التي قد تترتب على هذه الإجراءات على الصناعات الأمريكية نفسها.

وخلصت الصحيفة بالقول إنه في الوقت الذي تروج فيه واشنطن لسياسات مناهضة للاحتكار وتدافع عن التجارة الحرة، تظهر تحركاتها الأخيرة في قطاع أشباه الموصلات كمثال على تناقض هذه السياسات مع الممارسات الفعلية.. ومن خلال استخدام التجارة كأداة لتحقيق أهداف جيوسياسية، تسعى واشنطن إلى تعزيز هيمنتها على الصناعات عالية التقنية، متجاهلة قواعد التجارة العالمية، ومتسببة في خلق توترات من شأنها أن تؤثر على الاقتصاد العالمي برمته.

الاكثر قراءة