الأحد 19 يناير 2025

ثقافة

ماري كوري.. أول عالمة تحصد نوبل مرتين

  • 26-12-2024 | 21:15

ماري كوري

طباعة
  • فاطمة الزهراء حمدي

ماري كوري عالمة فيزياء وكيمياء، تُعتبر واحدة من أعظم العلماء في التاريخ، ولدت في وارسو، بولندا، واسمها الأصلي ماريا سكوودوفسكا، وانتقلت لاحقًا إلى باريس لاستكمال دراستها في جامعة السوربون، حيث تميزت بتفوقها في مجالات الفيزياء والرياضيات.

بعد انتهاء دراستها التحقت بالعمل بأحد المختبرات الصناعية، وواصلت دراستها في السوربون حتى حصلت على درجة علمية في الرياضيات عام 1894، حيث تعرفت على بيير كوري، إذ كان يعمل بالتدريس في مدرسة الفيزياء والكيمياء الصناعية في مدينة باريس.

وفي ذلك الوقت بدأت ماريا عملها العلمي في باريس بأبحاث حول الخواص المغناطيسية لأنواع الفولاذ المختلفة، وكان الاهتمام المشترك لماريا وبيير بالمغناطيسية هو ما جمعهما سويًا، حتى حصلت على درجة الدكتوراه في العلوم عام 1903، وشغلت منصب أستاذ الفيزياء العامة في كلية العلوم، وكانت هذه هى المرة الأولى التي تشغل فيها امرأة هذا المنصب.

ألهم اكتشاف هنري بيكريل للنشاط الإشعاعي عام 1896 مما ساعدها هي وزجها في أبحاثهم وتحليلاتهم الرائعة التي أدت إلى عزل البولونيوم، الذي أطلق على اسم بلد ميلاد ماري، والراديوم.

قررت كوري أن تتخذ من إشعاعات اليورانيوم موضوعًا لرسالتها البحثية، وقامت باستخدام جهاز يسمى الإلكترومتر، حيث ابتكراه زوجها وشقيقها قبل 15 سنة لقياس الشحنة الكهربية، واكتشفت أن إشعاعات اليورانيوم تجعل الهواء المحيط بالعينة قابلاً لتوصيل الكهرباء.

وعن طريق هذا الجهاز استنتجت كوري أول نتائج بحثها، وهي أن نشاط مركبات اليورانيوم يعتمد فقط على الكمية الموجودة بها، حيث أثبتت الفرضية القائلة: بأن الإشعاع لا ينتج عن تفاعل ما يحدث بين الجزيئات، بل يأتي من الذرة نفسها، وكانت تلك الفرضية خطوة هامة في اثبات خطأ الافتراض القديم بأن الذرات غير قابلة للانقسام.

كانت تُجرى كوري أبحاثها المبكرة، جنبًا إلى جنب مع زوجها، في ظل ظروف صعبة، وكانت الترتيبات المختبرية سيئة، وكان على كليهما إجراء الكثير من التدريس لكسب الرزق، كما تركزت أبحاثهم على اثنين من خامات اليورانيوم هما البتشبلند والتوربرنايت، واكتشفت باستخدام جهاز الإلكتروميتر أن خام البتشبلند أكثر نشاطاً من اليورانيوم ذاته بأربعة أضعاف، كذلك التوربرنايت أنشط بضعفين.

 توصلت بعدها إلى استنتاج مبني على ملاحظتها السابقة حول اعتماد نشاط مركبات اليورانيوم على كمية اليورانيوم الموجودة بها، أن هذه الخامات قد تكون محتويه على كميات قليلة من مواد مشعة أخرى تفوق اليورانيوم في النشاط الإشعاعي وفي عام 1898، أثناء دراستها لمركبات مشعة أخرى بخلاف أملاح اليورانيوم، اكتشفت كوري أن عنصر الثوريوم أيضاً هو عنصر مشع.

ازداد إعجاب بيير بعمل زوجته، حتى أنه في منتصف عام 1898، ترك أبحاثه حول البلورات وانضم للعمل معها حيث كانت تدرك تدرك أهمية المسارعة بنشر اكتشافاتها لتسجيل سبقها العلمي، حيث سجلت اكتشافها في صورة ورقة علمية وفي يوليو 1898، نشر الزوجان بيير وماري كوري ورقة بحثية مشتركة، أعلنا فيها عن وجود عنصر أطلقا عليه اسم «البولونيوم»، تكريمًا لبلدها الأصلي بولندا، حتى أعلنا في مثل هذا اليوم 26 ديسمبر 1898، عن وجود عنصر ثانٍ، اسموه «الراديوم» ذو النشاط الإشعاعي الكبير، والاسم كان من صياغتهما.

كان البولونيوم هو المادة الوحيدة الشبيهة بالبزموت في الخامة، إلا أن الراديوم، كان عنصرًا أكثر مراوغة، فهو يرتبط ارتباطًا كيميائيًا وثيقًا بعنصر الباريوم، وخامة البتشبلند تحتوي على العنصرين.

وتقديرًا لها قدم لها الرئيس هوفر في الولايات المتحدة هدية بقيمة 50000 دولار، تبرع بها أصدقاء العلم الأمريكيون، لشراء الراديوم من أجلها، واستخدامه في المختبر في وارسو، كما حصلت على العديد من الدرجات العلمية الفخرية في العلوم والطب والقانون والعضوية الفخرية للمجتمعات المتعلمة في جميع أنحاء العالم.

وحازت مع زوجها على نصف جائزة نوبل للفيزياء في عام 1903، لدراستها في الإشعاع التلقائي الذي اكتشفه بيكريل، الذي حصل على النصف الآخر من الجائزة، وفي عام 1911 حصلت على جائزة نوبل الثانية هذه المرة في الكيمياء، تقديراً لعملها في النشاط الإشعاعي، كما استلمت بالاشتراك مع زوجها ميدالية ديفي للجمعية الملكية في عام 1903.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة