ترقد أعداد «الهلال» القديمة في زوايا المكتبات العربية، حاملة بين طياتها كنزًا ثمينًا من الصور النادرة التي توثق أهم اللحظات في تاريخنا العربي والعالمي، اليوم، وكأننا نفتح صندوقًا سحريًا، نجد أنفسنا أمام ألبوم صور حي يروي قصة قرن كامل من التحولات من صور نادرة لشخصيات تاريخية بارزة، إلى لقطات تصور الحياة اليومية في شوارع القاهرة.
ونستعرض ما نشرته مجلة الهلال في عددها الصادر بتاريخ 1 يونيو 1955، والذي يحتوي على لوحة نادرة للأميرة ماري لويز، للرسام الفرنسي جان مارك ناتييه.
ماري لويز « 12ديسمبر 1791 - 17 ديسمبر 1847»؛ هي أرشيدوقة نمساوية حكمت دوقية بارما وبياتشنزا وغاستالا منذ 11 أبريل 1814م حتى وفاتها، وأيضا كانت زوجة نابليون الثانية وإمبراطورة فرنسا وملكة إيطاليا منذ زواجهما في 1 أبريل 1810 حتى تنازله عن العرش في 6 أبريل 1814.
رحلة حياة ماري لويز
كانت «ماري لويز» هي الطفل الأول لـ فرانتس الثاني إمبراطور الروماني المقدس وإمبراطور النمسا وزوجته الثانية «ماريا تيريزا» من نابولي وصقلية، نشأت ماري لويز خلال فترة تميزت بالصراع المستمر والمتواصل بين النمسا وفرنسا الثورية، وتسببت سلسلة من الهزائم العسكرية على يد نابليون بونابرت في إلحاق خسائر بشرية فادحة بالنمسا ودفعت فرانتس إلى حل الإمبراطورية الرومانية المقدسة، أدت لاحقا نهاية حرب التحالف الخامس إلى زواج نابليون وماري لويز في عام 1810، مما أدى إلى فترة وجيزة من السلام والصداقة بين النمسا والإمبراطورية الفرنسية، وافقت ماري لويز على الزواج على الرغم من نشأتها على احتقار فرنسا، وأنجبت لنابليون الوريث المنتظر، لقب على الفور بملك روما عند ولادته، وأصبح فيما بعد دوق ريخستاد، وأصبح خليفته لفترة وجيزة حنى مسمى نابليون الثاني.
تغيرت حظوظ نابليون بشكل كبير في عام 1812 وخاصة بعد غزوه الفاشل لروسيا، بحيث استأنفت القوى الأوروبية، بما فيها النمسا الأعمال العدائية تجاه فرنسا في حرب التحالف السادس والتي انتهت بتنازل نابليون عن العرش ونفيه إلى إلبا ، منحت معاهدة فونتينبلو لعام 1814 دوقيات بارما وبياتشينزا وغوستالا إلى ماري لويز، والتي حكمت الدوقيات حتى وفاتها.
تزوجت ماري لويز مرغنطيا مرتين بعد وفاة نابليون في عام 1821. وكان زوجها الثاني هو الكونت آدم ألبرت فون نيبيرج وتزوجت عام 1821م، وهو رجل التقت به في عام 1814، وأنجبت هي ونيبيرج ثلاثة أطفال، بعد وفاة نيبيرج عام 1829، تزوجت من الكونت شارل رينيه دي بومبيل في عام 1834، وتوفيت ماري لويز في بارما عام 1847، ودفنت في سرداب الإمبراطوري بفيينا.