كشفت دراسة حديثة عن معطيات جديدة حول موقع "رجوم الهيري" في الجولان، المعروف أيضًا بـ"عجلة الأرواح"، وكان يعتقد الموقع في السابق بمثابة مرصد فلكي يعود للفترة بين 2500 و3500 قبل الميلاد.
أظهرت الدراسة أن التحولات التكتونية في المنطقة على مدار 150 مليون عام أثرت بشكل كبير على الموقع، حيث تحرك بمعدل 8 إلى 15 ملم سنويًا، مما أدى إلى تغييرات في اتجاهه الأصلي، وباستخدام تقنيات تحليل الجيوفيزياء والاستشعار عن بعد، تمكن العلماء من إثبات أن المحاذاة الحالية لجدران ومداخل الموقع لا تتوافق مع الأحداث السماوية، مما ينفي دوره كمرصد فلكي.
شملت الدراسة أيضًا تحليلاً للمناطق المحيطة ببحر الجليل، وكشفت عن هياكل دائرية كبيرة وأسوار حجرية سميكة يُعتقد أنها كانت تُستخدم لأغراض زراعية أو رعوية، كما تم تحديد تلال حجرية قد تكون مواقع دفن أو مخازن.
تُرجح الدراسة أن "رجم الهيري" كان مركزًا اجتماعيًا أو طقسيًا، حيث تدعم الأدلة المحيطة وجود مجتمع معقد شهد تفاعلات ثقافية واجتماعية.
يسلط البحث الضوء على أهمية استخدام التحليل الجيوفيزيائي لإعادة تقييم المواقع الأثرية، ويدعو إلى دراسات مستقبلية لتفسير علاقة "رجم الهيري" بالمواقع الأخرى.
يعيد هذا التحليل تشكيل فهمنا لهذا الموقع الغامض، ويبرز دوره كجزء من مجتمع ديناميكي بدلاً من كونه مرصدًا فلكيًا، ويمثل هذا البحث خطوة مهمة في إعادة صياغة التاريخ الأثري لمرتفعات الجولان والمجتمعات القديمة فيها، وذلك طبقا لما نقله موقع labrujulaverde.