أكد المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية "أوتشا" يانس ليركيه، أن الموقف الراهن فيما يتعلق بالشئون الإنسانية في غزة لا يزال يتسم بالكارثية، حيث إن تطورات الأحداث الدموية في غزة أدت الى تلك التداعيات الخطيرة.
وقال ليركيه - في مداخلة لقناة القاهرة الإخبارية اليوم /الجمعة/ - "إن عمليات القصف العنيف؛ التي أدت الى وفاة المئات من المدنيين، بالإضافة إلى أوامر الإخلاء التي تصدر من جانب القوات الإسرائيلية في الكثير من المناطق؛ أدت الى تداعي الأوضاع الإنسانية في تلك المناطق؛ لذلك الموقف خطير للغاية في غزة".
وأضاف أن الموقف الراهن في قطاع غزة؛ يحتاج الى التدخل العاجل لتقديم المساعدات والاحتياجات الانسانية العاجلة لكل المناطق من القطاع، حيث إن هناك حاجة للغذاء والمياه النظيفة والحاجة إلى ملاجئ وملاذات آمنة، مشددا على ضرورة تطبيق الحماية ضد العوامل الجوية القارصة في تلك الأوقات العصيبة؛ "فكيف أن تعيش النازحين في خيم ضعيفة لا يمكن أن توفر لهم الحماية والوقاية من البرد؟"
وأوضح أن "أوتشا" ضد العمليات "العدائية" التي تصيب آلاف المواطنين المدنيين ولا تمكن الجهات الانسانية والإغاثية من الوصول الى كل المناطق؛ لذلك هناك حاجة الى تقديم المزيد من الرعاية الطبية حيث أن الكوادر والفرق الطبية يواجهون مخاطر جمة.
وأكد أنه بعد مرور 15 شهرا من بدء الحرب على قطاع غزة لم يعد من اليسير تقديم كل المساعدات الممكنة لغزة؛ فهناك الكثير من القيود على كل البضائع التي تدخل الى القطاع من الخارج، كما أن هناك مشاكل والكثير من العقبات الأخرى التي تعوق عملنا خاصة على المناطق الحدود، بالإضافة إلى أنه هناك حاجة الى الحماية في المقام الأول للأطقم العاملة في القطاع الإغاثي والإنساني والصحي من أجل ضمان التحرك الآمن.
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي - خلال شهر ديسمبر الماضي - كثف من فرض قيوده التي لم نراها من قبل، حيث إنه جرت إعاقة أكثر من نصف التحركات التي تحمل الغذاء والمساعدات الإنسانية لقطاع غزة ورفضها تماما، "كما أننا نبذل جهود حثيثة من أجل الدخول الى شمال قطاع غزة المحاصر عسكريا؛ لكن القيود التي تفرضها قوات الاحتلال أعاقت حركتنا بشكل كبير".
وقال ليركيه "نحتاج إلى 4 مليارات دولار في الوقت الراهن من أجل الاستمرار في تقديم الدعم لغزة ، حيث إن المجاعة في القطاع تتطلب التدخل العاجل، وهناك حاجة إلى الملاذات الآمنة والعناية الصحية وتقديم الأدوية والرعاية الطبية وكذلك خدمات التعليم؛ فسكان القطاع بحاجة الى كل الخدمات الممكنة"، مشددا على أن استمرار الحرب في غزة والعدائيات والقيود المفروضة من جانب إسرائيل هى العائق الأساسي لتحركاتنا.
ودعا إلى دعم الجوانب الإنسانية في غزة وتهئية الظروف والمسارات الآمنة لتنفيذ العمليات الإنسانية والإغاثية؛ لذلك هناك حاجة ماسة إلى وقف اطلاق النار ووقف العمليات العسكرية بكل أشكالها في كل المناطق داخل القطاع لأنه بدون ذلك لا يمكن إدخال المساعدات الإنسانية بشكل كاف.