تحتفل أمتنا العربية والإسلامية بعد أيام قليلة بليلة الإسراء والمعراج، أحد المعجزات التي اختص بها النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- حيث أُسري فيها من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بالقدس ثم عُرج به إلى السماوات العُلا حيث فُرضت الصلوات الخمس.
ليلة الإسراء والمعراج
ومن المرتقب أن تبدأ ليلة الإسراء والمعراج من مغرب يوم الأحد 26 رجب 1445هـ الموافق 26 يناير 2025 وحتى فجر الاثنين 27 رجب الموافق 1445هـ الموافق 27 يناير 2025.
وعن حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، توضح دار الإفتاء المصرية، أن "المشهور المعتمد من أقوال العلماء سلفًا وخلفًا وعليه عمل المسلمين أن الإسراء والمعراج وقع في ليلة سبعٍ وعشرين من شهر رجب الأصم؛ فاحتفال المسلمين بهذه الذكرى في ذلك التاريخ بشتى أنواع الطاعات والقربات هو أمر مشروع ومستحب، فرحًا بالنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وتعظيمًا لجنابه الشريف".
وفي شأن الأقوال التي تحرم على المسلمين احتفالهم بهذا الحدث العظيم، تقول الإفتاء، إنها "أقوال فاسدة وآراء كاسدة لم يسبق مبتدعوها إليها، ولا يجوز الأخذ بها ولا التعويل عليها".
وعن صيام يوم 27 رجب، تشير الإفتاء إلى أن "صيام ذلك اليوم فرحًا بما أنعم الله تعالى به على نبيه الكريم -صلى الله عليه وآله وسلم- في هذا اليوم المبارك هو من الأمور المستحبة المندوب إليها والمرغب في الإتيان بها وتعظيم شأنها؛ وقد تواردت نصوص جماعة من الفقهاء على ذلك".
الإسراء والمعراج
ورحلة الإسراء والمعراج، هي معجزة نبوية، وقعت في منتصف فترة الرسالة الإسلامية ما بين السنة الحادية عشر إلى السنة الثانية عشر من البعثة النبوية الشريفة، حيث أُسري فيها بالنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بالقدس ثم عُرج به إلى السماوات العُلا حيث فُرضت الصلوات الخمس.
وورد في القرآن الكريم: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الإسراء ١].
وقد تمت هذه الرحلة بالروح والجسد معًا و تجاوزت حدود الزمان والمكان. قال ابن القيم:"أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم بجسده على الصحيح من المسجد الحرام إلى بيت المقدس، راكبًا على البُرَاق، بصحبة جبريل عليهما الصلاة والسلام، فنزل هناك، وصلى بالأنبياء إمامًا، وفى هذا إشارة إلى أن الإسلام هو كلمة الله الأخيرة إلى خلقه ، وأنه خاتم الديانات السماوية".
ثم عرج الرسول – صلى الله عليه وسلم- إلى السماء في رحلة معجزة، هيأها الله لنبيه، حيث التقى في كل سماء بعدد من الأنبياء وكلمهم وتحدث إليهم وحيوه وهنئوه، فقابل في السماء الأولى "آدم"- عليه السلام- أبا البشر، وفى السماء الثانية "يحيى وعيسى" - عليهما السلام- وفى السماء الثالثة "يوسف" – عليه السلام- وفي السماء الرابعة "إدريس" – عليه السلام- وفى السماء الخامسة "هارون" – عليه السلام- وفى السماء السادسة "موسى" – عليه السلام- وفى السماء السابعة "إبراهيم" أبا الأنبياء- عليه السلام.
ثم ارتقى فوق السماوات العلا لمناجاة ربه، وهذه مكانة لم يبلغها نبي ولا رسول ولا ملك من الملائكة، وفى هذا اللقاء فرضت الصلوات الخمس وأراه الله من آياته الكبرى، فرأى الجنة، وما أعده الله للمتقين، ورأى النار وما أعده الله من العذاب للكفار والعاصين.
ثم عاد الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى "مكة" في الليلة نفسها بعد أن رأى من آيات ربه الكبرى، ليواصل دعوته ونشر الإسلام بين القبائل.