تميزت بقوتها ورصانتها وبلاغتها منذ ظهورها، وكانت الحُجة القوية فى كلّ من الشعر والنثر العربى ،وزاد فى بلاغتها وإعجازها نزول القرآن الكريم بلسانها العربى المبين.
اللغة العربية: اللسان الناطق والتكوين الثقافى والحياتى الذى يعطينا صفاتنا وبصمتننا العربية بين العالم، فنقول عربى مصرى، لماذا عربى؟ لأنك تتحدث اللغة العربية هُويتك الناطقة ومقومات الشخصية والثقافية بين البشر.
واتصفت اللغة العربية بما أُهلت له لأن تكون في الصدارة، وكما جاء في معاجم العرب، وبما أحصوه عنها، من تركيبٍ فريدٍ، فمن عجائب العربية، إنها تمكنك من الخلق والإبداع، فالجذر اللغوى الواحد يُمكنك من أن تخلق منه كلمات كثيرة، وهذا لايوجد إلا في اللغة العربية، وجعلها القرآن ميزة العقل والبيان، يقول الحق تبارك وتعالى في سورة الرحمن:" الرحمن خلق الإنسان. علمهُ البيان."
والمادة الثانية في الدستور المصرى:
إنها اللغة العربية حفظها الله تعالى لأنه شرّفها بلغة القرآن الكريم، وهو أهم إعجاز لهذه اللغة، لها تعدادها الهام وسط لغات العالم ويتكلم بها على مستوى العالم كله الكثير من الأجناس المختلفة، سحرها البيان والبلاغة، وإعجازها في التنوّع الدلالى.
ومن منطق هذا السياق للغة العربية، نرى توجهات القيادة المصرية الحكيمة في مبادرة "اتكلم عربى ". وغيرها على كافة المستويات التى تخدم اللغة العربية، والحفاظ عليها "هوية ناطقة:
بالأصل والأرض، والتاريخ، والتراث الثقافى على مرّ العصور."
فقد عرفها الإنسان على مرّ الزمان وبها قامت الحضارة العربية والإسلامية، وميّزت الجهد الإنسانى بعطائها المتجدد، لتبقى اللغة العربية كينونته التى تشمل حصيلته الذاتية والثقافية والوطنية أيضا.
اللغة العربية والهُوية الوطنية
وفي أبسط تعريف للهُوية ــ بعيدا عن التنظير ــ هى مجموعة الصفات والمكتسبات الخاصة بالفرد من: اللغة ـ الدين ـ التاريخ ـ الثقافة ـ الأرض أو الوطن.
ولما كان هذا حال الهوية: هوالتعبير عن الانتماء والاتصال بالوطن، فلابد لنا أن ندعم كلّ المحاولات الجادة للحفاظ على العربية: عن طريق المبادرات، المؤتمرات، الندوات التى تُعزز من اللغة العربية في ظلّ هذا السياق العالمى الذى يجتاح مجتمعاتنا، ويُغذى عقول شبابنا العربى، لابد من وقفةٍ متأنيةٍ، تعبر من كلّ هذا على كافة المستويات.
الوظيفة الاستمرارية للهوية (حفظ التاريخ).
تحفظ اللغة العربية منذ وجودها الميراث الجمعى للحضارة الإسلامية، وكيف حافظت الأمم العربية على لغتها بالرغم من الكثير من الصعاب التى مرت على أمتنا العربية على مرّ التاريخ، لكن اللغة العربية استطاعت أن تبقى، وتحفظ تاريخ الأمة وتراثها، وملاحمها المشرفة.
اللغة العربية
الهوية الناطقة، والتاريخ الوطنى
تمثل اللغة العربية الهُوية العربية والمصرية لكلّ من ينطق بلسانها، وهى اللسان التى نتحدث به في مصرنا الحبيبة حفظها الله تعالى، ويتوجب علينا الحفاظ عليها، لأنها تُمثلنا جميعا، فهل بعد أن نقول "تحيا جمهورية مصر العربية" من قولٍ آخر، تحيا بالعربية لغتها وهُويتها، تحيا مصر بعطاء أولادها وإخلاصهم لها.
إنه النشيد الوطنى الذى يعلو كلّ صباح في المدارس مُعظما مصرنا الغالية، بكيانها المرتبط بالعربية، فهل بعد ذلك من تأكيدٍ على هُويتنا العربية، المُتمثلة في اللسان الناطق: "اللغة العربية" ولنجعل مبادراتنا القادمة مع الشباب فى كلّ الميادين: الجامعات المدارس... مبادرة "تحيا جمهورية مصر العربية" مبادرة وطنية مُخلصة لأنفسنا ولوطننا ولهُويتنا الوطنية .
وفى ظلّ الواقع الذى نعيش فيه الآن، لابد أن يظهر دورنا جميعا في النهوض باللغة العربية حفاظا على هُويتنا الثقافية والدينية والاجتماعية والوطنية.
ومن أهم مقومات خطوط الدفع عن العربية وزراة التربية والتعليم المصرية، والتى نناشدها أن تشدّ سواعدها في الحفاظ على اللغة العربية في التعليم ماقبل الجامعى من خلال عدة أمور: تغذية المناهج بمزيدٍ من المواد التى تدرس اللغة العربي.
- حث المدرسون في المدارس في عمل أنشطةٍ علمية تناسب كلّ مرحلة للتعريف باللغة العربية.
- ولعل هذا الدور التربوى والتعليمى هو غاية ماننشد في الواقع الحالى.
كذلك حث وزارة التعليم العالى أن تسير في نفس الطريق مع اللغة العربية في الجامعات المصرية، وأن تُدرس مادة اللغة العربية على كلّ الكليات، وأخص بالذكر تعميميها على الكليات العلمية التى -ربما لطبيعة دراستها- لا تُدرس فيها مادة تحت مسمى اللغة العربية.
- الدور التربوى للأسرة المصرية في تعزيز لغتنا العربية.
إنه أجلّ الأدوار وأقواها، لأننا هنا مع المجتمع الصغير، ذلك الذى يربى ويبنى القيم والأخلاق، ويُرسخ في الأبناء معانى الهوية: الانتماء إلى الأرض والدين والتاريخ واللغة.
وبكل ثقةٍ يمكننا أن نقول:ــ
تتمتع الأسرة المصرية الأصيلة بكلّ مُقومات التربية التى تؤهل شبابنا إلى معرفة حبّ الوطن، وتعزيز مفاهيم الحفاظ عليه من خلال ترسيخ مفهوم الهوية وعلاقته بالوطنية، ولأن اللغة جزء لا يتجزأ من عناصر تشكيل الهوية الفردية للإنسان، تصبح اللغة العربية عنصرا بانيا في الوطنية والإخلاص للأرض والتاريخ.
وقد قولت سابقا وللحق أقولها مرة ثانية:
نحن نرى القيادة المصرية الحكيمة في مبادراتها المتنوعة والمتميزة، وكذلك الأزهر الشريف بكلّ مؤسساته العظيمة، ووزارة الأوقاف المصرية أيضا، ومجمع البحوث وما يقدمه من دورٍ بارزٍ توعوى من خلال حملات التوعية التى يُطلقها للحفاظ على لغة القرآن الكريم.
تتعاون مؤسسات الدولة الرشيدة في نشر الوعى بالهوية، وأهمية اللغة العربية في اتجاهاتٍ كثيرة، أهمها مسابقات حفظ القرآن الكريم العالمية، والتى تحتضنها الحبيبة مصر، وما تقوم به جهود الدولة من التشجيع والتكريم لحفظة القرآن الكريم.
تعتبر هذه الأدوار المتميزة سياجا واقيا للدفاع عن هُوينا:لغتنا العربية.
وما دمنا نتحدث بلغة الجماعة فإننا نخرج من هذا إلى مفهوم أعمٍّ وأشمل للهوية الجماعية للمجتمع المصرى.
الهُوية الجماعية
نتاج ثقافى ومعرفى على مرّ التاريخ، شكلّ صورة عامة لمكانٍ بعينه، تجمعه عادات وتقاليد، وثقافةٍ، وتاريخ، يُطلق عليه "الهُوية الجماعية ".
وتجمعنا الهُوية الجماعية على أرضٍ واحدةٍ، نتحدث بلغةٍ واحدةٍ: بالعربية.
أيها الشباب المصرى الصاعد القوى بعزيمته حافظوا على هويتكم على لغتكم العربية، لأنها جزء منكم من هويتكم الوطنية، فالأمل معقود عليكم فى التقدم والرخاء والحفاظ على أمجادنا، وتراثنا العظيم.
واعلموا إنه من دواعى فخركم أننا جميعا نتحدث باللغة العربية، لسان الوحى، ولغة الإعجاز العظيمة.
عربيتنا عنوان حضارتنا، عنوان مصريتنا.
إنها الهُوية الناطقة بلسانٍ عربى.